فى إبريل عام 1947 - أى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعامين فقط - عقدت هيئة الأمم المتحدة دورة خاصة للنظر فى مشكلة فلسطين وكان الأمل يداعب أفئدة العرب حيث سيتاح لهم أن يعرضوا وجهات نظرهم ولكن سرعان ما ذاب هذا الأمل عندما رأوا انحيازا سافرا لوجهة النظر الصهيونية بتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوفدت الأمم المتحدة لجنة إلى فلسطين كان من بين أعضائها عدد من المؤيدين للفكر الصهيونى «جرانادوس» ممثل جواتيمالا و«فاريريجات» ممثل أوروجواى وقد رتب لهم أثناء وجودهم فى فلسطين اجتماع ودى مع زعماء عصابة الأرجون الإرهابية والذين حثوهم بصفتهم أصدقاء أوفياء للصهيونية على ألا يكتفوا بإنهاء الانتداب البريطانى لفلسطين بل أن يطلبوا أيضا أن تكون فلسطين بأكملها دولة يهودية... وقد أجاب جرانادوس على ذلك بقوله: «إنه سيبدو غريبا أن نطالب نحن بأكثر مما يطالب به اليهود، وإنكم تعلمون مثلما أعلم أن الوكالة اليهودية تقترح فقط مشروعا للتقسيم».
وكان حاييم وايزمان يمثل دوره بخبث وبراعة بغية التأثير على كل لجنة دولية يتم إيفادها إلى فلسطين فيدخل متكئا على ذراع زوجته وتسأله اللجنة.. ما اسمك فيجيب حاييم وايزمان وما بلدك.. فيجيب شريد أبحث عن وطن.. وما صناعتك.. فيجيب لقد قدمت لكم مخترعاتى فى الحرب العالمية الأولى وقدمت لكم ولدى فى الحرب العالمية الثانية.. وهكذا نشأت توصية تقسيم فلسطين التى أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 29 نوفمبر 1947 وبقية المسلسل معروفة.يا لها من مأساة بدأت بشريد يبحث عن وطن داخل رقعة الأمة العربية التى أصابتها بسبب الغفلة لعنة قاتلة وأصبح لها اليوم ملايين المشردين فى كافة أرجاء الدنيا.. وما أكثر الدروس التى لم نستفد منها حتى الآن.. فقط نهلل ونبتهج لمجرد قرار من مجلس الأمن بإدانة الاستيطان وعدم مشروعية إقامته فوق أراضينا ونعاود انتظار الفرج من مؤتمر باريس الذى قاطعته إسرائيل بتجبر وعنجهية!
خير الكلام: