** الحوار الرابع الذي أجراه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث الصباحية جاء في موعده لأنه أول حوار يجريه الرئيس في عام 2017 ويحمل عشرات الإجابات لتساؤلات الرأي العام بعد الإصلاحات الاقتصادية وتحرير سعر الصرف وما أعقبه من فوضي وانفلات في الأسواق والأسعار ليس لقلة المعروض وإنما لجشع المستوردين والتجار والوسطاء عديمي الضمير.
حوار الرئيس السيسي مع رؤساء الصحف القومية الثلاث جاء بعد 90 يوماً من آخر حوار أجراه الرئيس مع رؤساء التحرير الثلاثة وبعد أيام قليلة من المداخلة التي أجراها مع برنامج "كل يوم" مع الإعلامي عمرو أديب التي استمرت 20 دقيقة تقريباً طمأن خلالها الشعب المصري علي نتائج عمليات رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة الأبطال الذين يحاربون الإرهاب بكل بسالة دفاعاً عن أمن الوطن والمواطن.
ولن أكون مبالغاً في القول بأن ما قاله الرئيس السيسي في حواره مع رؤساء تحرير الصحف الثلاثة يحمل كل الصدق في المعلومات الدقيقة والرؤية الصائبة للأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر والمنطقة العربية.
وإذا أمعنا النظر في كل ما تحقق علي أرض الوطن من انجازات ومشروعات سواء التي تم افتتاحها أو تلك التي سيتم افتتاحها سنجد أن الرئيس السيسي تحدث بصدق حيث قال إن ما أنجزه الشعب المصري بسواعد أبنائه في أقل من "3" سنوات يفوق ما يمكن إتمامه في "30" عاماً.. والتي تمثلت في شق قناة السويس الجديدة وإقامة "6" أنفاق أسفلها لربط سيناء بالوطن الأم.. وإنشاء طرق جديدة وزراعة مليون ونصف المليون فدان والمزارع السمكية والقضاء علي مشكلة انقطاع الكهرباء وتوفير الطاقة اللازمة للنهضة الصناعية وكذلك القضاء علي مشكلة العشوائيات التي كانت أحد الأمراض الاجتماعية المزمنة للمجتمع المصري منذ أكثر من "70" عاماً.
ومن يقرأ حوار الرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث الصباحية سيكتشف بسهولة أن الرئيس يضع مستقبل مصر والمواطن المصري نصب عينيه وفي بؤرة اهتماماته.. فقد تحدث الرئيس في حواره عن حزمة الإجراءات التي سيتم اتخاذها علي المدي القريب حتي شهر رمضان لتوفير السلع والمنتجات الغذائية بأسعار مناسبة متوقعاً أن ينضبط الدولار وينخفض سعره ومن ثم تقل أسعار السلع في الأسواق وتخف وطأة المعاناة عن الناس.. وفي كلمات الرئيس السيسي نجد التصميم بعزيمة لا تلين علي بذل الجهد واتخاذ الإجراءات اللازمة والممكنة لكبح الغلاء وشراسة آليات السوق الحر.. وهذا ما نلمسه ونستشعره من قوله "إنني لن أترك الناس أسري لآليات السوق الحر" متوعداً الجشعين بسيف القانون.
لقد قدم الرئيس السيسي لرؤساء التحرير الصورة والحقيقة كاملة وكذلك أمام الشعب بلا أي تهويل أو رتوش أو تهوين.. قدم الرئيس السيسي بانوراما كاملة لمجمل أداء الدولة والحكومة بداية من علاج الخلل في الاقتصاد الكلي ومنظومة الإصلاح المالي إلي تقديم الحوافز لصغار المستثمرين من الشباب المصري.
وقد وصف الرئيس السيسي تلك المنظومة الجديدة بأنها تمثل "تجديد دماء الاقتصاد المصري" مشيراً إلي أن الإجراءات التي نتخذها هي العلاج الحاسم لظروف واقتصاد أكثر استقراراً وتفاؤلاً.. وفي ظل رؤية التجديد للاقتصاد المصري فقال "تبدلت المنظومة وأصبحت أولوياتها هي الربح وحده.. وحدثت سلبيات.. وعندما تراكمت المشكلات الاقتصادية أصبحت هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات للإصلاح منها تحرير سعر الدولار.. فقد كان الرئيس السيسي يشرح كيف تغير حال الاقتصاد إلي الحالة التي استلزمت تدخلاً من الدولة اليوم.
رؤية واضحة المعالم للرئيس السيسي لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين تتكامل مع مشروعات عديدة يشرف الرئيس السيسي علي إتمامها في فترة زمنية لن تتجاوز 30 مايو 2018 كل المشروعات التي تقيمها القوات المسلحة من موازنتها دون أي أعباء علي الموازنة العامة للدولة وقد كان الرئيس السيسي أكثر صراحة ومكاشفة ووضوحا عندما قال إن القوات المسلحة لم تحصل علي قطعة سلاح من الموازنة العامة وإنما من موازنتها لتخفيف العبء عن المواطنين بوضعها جزءاً من الدولة.
قال الرئيس السيسي إنه سيتم قريباً افتتاح مصنع ضخم لإنتاج الأدوية محلية الصنع نستوردها اليوم من الخارج لعلاج الأمراض المزمنة.. كما نوه الرئيس إلي افتتاح مصنع لتغطية الاحتياجات المحلية من لبن الأطفال خلال فترة من 6 إلي 7 أشهر.. كلها مشروعات لمصلحة المواطن والوطن.
وتحدث الرئيس السيسي عن مشروع تنمية محور قناة السويس فقال إنه يحتاج إلي تسويق متقدم وأنه سيشهد طفرة بعد إقرار قانون الاستثمار وباقي المشروعات المرتبطة به.
حديث المكاشفة والمصارحة والوضوح والرؤية المستقبلية من القائد للشعب الذي أحبه وانتخبه بنسبة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية المصرية.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.