(1)
قبل عام أو أكثر/ وأنا أمسح التراب عن مرآة مذهبة/ ذكرت شيئا عن الجغرافيا..
عن خرائط في كتاب الوزارة بالأبيض والأسود/ المطلوب أن نعيد رسمها
أو أن نشفها/ وأن نعطي التفاصيل ألوانا:
الأزرق للبحر/ والأخضر للسهل/ والأصفر للصحراء/ والبني للجبال..
الجزر كانت تضيع غالبا/ في الحبر/ أو تنسى
زائدة على الجبل
فائضة عن البحر
(2)
أتذكر الآن أن مدرس الحساب..
كان جنديا سابقا/ سريع البكاء/ سريع الغضب..
قال لنا مرة إنه عاد سابحا/ من جزيرة في البحر/ وماشيا من شبه جزيرة كبرى/ وإنه ترك الكثير من لحمه/ في الرمل
(3)
قال لنا:
لونوا هذه الجُزُر بالأحمر/ كقطعٍ من الروح..
كنا صغاراً/ فلم ندرك ما يقول/ ولم نفهم/ أن الخلجان ليست بيتا ضيقا للسمك/ وليست جنة مغلقة على الشعاب المرجانية
(4)
وقال أيضاً:
اعتذروا لشاعرٍ قال: «الدرس انتهى.. لموا الكراريس»^
يا أولاد/ لا تقفلوا الكراريس/ ولا تجمعوها/ فأمامكم الكثير لتعرفوه
(5)
بعد أعوام قليلة/ قال شاعر آخر:^^
«لا تصالح»
وبعد أعوام أُخَر/ قال شاعر:^^^
«العام يكتمل انحنائي/ كي تطير الطائرات على ارتفاع منخفض»
(6)
ثم ماذا؟..
(7)
سيقضي الجنرال أعواما طويلة في متاهته
لن يجد إصبعا واحدا من الموز/ ليحشره بين فخذي امرأة
ولن يجد أبداً..
من يكاتبه
..........................................................................................................................................
(*) لي الاختيار والعنوان والتنسيق، ولإبراهيم البجلاتي القصيدة، وللأحرار أرضهم.. ما دامت قدرتهم في التمسك بها والدفاع عنها.. عاش الشاعر، وعاشت القصيدة، وعاشت الأرض لأصحابها حقولا وملاعب للأحياء.. وحضنا رحيما للأموات
(-)
^ صلاح جاهين- ^^ أمـــل دنـقــل- ^^^ إبراهيم البجلاتي