نادر مصطفى
شباب الوطن .. الحل الثلاثي
المواطن الآن حائر بين ثلاثة.. وطن في أمس الحاجة إليه.. ورجل أعمال جشع يلتهم ما في جيبه.. وغلاء يجعله غير قادر علي مواصلة الانفاق علي متطلبات المعيشة..
نعم وبلا شك نضع جميعاً مصر علي رأس المعادلة وفي قلب حساباتنا.. ولكن كيف سنجابه الجشع والغلاء؟
أريد أن أعيد معكم مشاهدة الفيديو الشهير للسيدة مني التي تجر العربة.. تشقي من أجل جنيهات قليلة وعلي المقهي من خلفها يظهر شباب عاطل يندب حظه.. لكن بجوارهم يجلس سماسرة يدخنون الشيشة ويتلاعبون بالأسعار ويحققون مكاسب بمئات الآلاف ولا تحصل منهم الدولة علي جنيه واحد ضرائب بينما تحصل الدولة علي ضرائبها كاملة من المواطن المطحون.
كيف يفلت السمسار علي المقهي من دفع الضرائب وهو يشعل الأسعار بلا أدني سقف أو قيمة فعلية ويربح الملايين بلا عرق؟!
مليونيرات الأزمات الذين تضاعفت ثرواتهم من أزمة الدولارات والسكر والدواء والاراضي والعقارات ماذا قدموا للوطن وكم يدفعون ضرائب واين من يفترض ان يحصلوا منهم الضرائب؟.
منهم من اشتري الأراضي الزراعية من الفلاحين الفقراء بالقيراط وباعوها بالمتر ولم يظهر حتي إسمهم في عقد بيع وليس لهم سجلات تجارية او ملفات ضريبية.
الأخطر من كل ما سبق هو التحدي الذي يجابه المواطن بعد أن تضاعفت نفقات المعيشة وظل الدخل عند نفس المستوي لمن منعتهم ضمائرهم عن الاستغلال او الجشع ورفضوا إطعام أولادهم لقمة حرام..
الحل من وجهة نظري هو معالجة الأضلاع الثلاث ليأخذ الوطن حقه من كل من تاجروا وربحوا دون ان يعطوا لمصر حقها.. والضرب علي أيدي اللصوص والجشعين ثم تمكين المواطن من الوفاء بمتطلبات المعيشة فلا يمكن ان يعمل ويجتهد مصري وأكرر يعمل ويجتهد ثم يكون عائد هذا الجهد المخلص لايكفي لإطعام اولاده وملبسهم واقترح ان تقوم لجنة من المتخصصين بدراسة أحوال فئات المجتمع كافة ومقارنة الدخول بالأسعار فمن يحصل اليوم علي راتب ألفي جنيه مثلاَ كم سينفق علي اللحم والفراخ والسمن والزيت والبصل والبطاطس والتعليم والعلاج والمواصلات والملابس ومتطلبات النظافة.. هذه هي متطلبات معيشة الجميع واذا لم تفكر الحكومة في معيشة المواطن العادي وحياته فليست جديرة بثقته.
نحن في ظروف أقرب ما تكون الي اجواء المعركة التي نخوضها جميعاً ولا يمكن ان يحارب المواطن/ المقاتل وهو جائع او مريض دون دواء كما أن الظروف التي يمر بها الوطن الآن تقتضي ان يقدم المواطن لبلده كل اخلاص ووفاء ويشعر في المقابل ان الحكومة تبذل كل ما في وسعها بإخلاص لحل مشاكله واعانته علي احواله المعيشة..