الجمهورية
مرعي يونس
زمن دونالد ترامب
يومان فقط ويتولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عرش البيت الأبيض. الحدث ليس عادياً. لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام. فترامب يتولي سدة الحكم في أقوي وأخطر دولة في العالم.. أمريكا ليست مجرد دولة عادية.. هي إمبراطورية عظمي مازالت رغم ديونها تمتلك أكبر اقتصاد. وتمتلك أكبر قوة عسكرية.
واهتمامنا بأمريكا وشئونها. لا يدخل في باب الفضول. وليس مجرد ثقافة عامة لتوسيع الأفق.. نحن نهتم بأمريكا لأنها القوة المهيمنة علي منطقتنا بيدها المفاتيح التي تستطيع بها أن تفتح بها أو تغلق. وأمريكا معنا دائماً بقواعدها المنتشرة في المنطقة. ومعنا بأساطيلها القابعة في البحار. التي تطل عليها شواطئنا. ومعنا بمنتجاتها التي تغرق أسواق الكثير من دول العالم العربي.. أمريكا معنا بمسئوليها ودبلوماسييها. الذين لا يتوقفون عن زيارة دول المنطقة.
الأهم من ذلك كله أن الشعب الأمريكي خاصة البيض يختلف عن كل شعوب الدنيا. فالأمريكان البيض يمتلكون جينات العنف والحرب.. الأمريكان لم يتركوا منطقة في العالم إلا وحاربوا فيها.. حاربوا في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.. ويقول بعض المراقبين إن عمر أمريكا منذ نشأتها حتي اليوم يصل إلي 276 عاماً. قضت منها 266 عاماً في حروب.. والسياسة الخارجية الأمريكية تقوم دائماً علي أساس خلق عدو والترويج له إعلامياً. ثم الإصرار علي هزيمته. والانتصار عليه.
والعدو الذي يروج له ترامب حالياً هو الإسلام.. ومن المؤسف أن ترامب لا يفرق بين الإسلام كدين. وبين الفكر الإسلامي. الذي قد يحتوي علي الصواب والخطأ. بل إنه لا يفرق بين الإسلام كدين وسلوكيات بعض المنتسبين إليه.
وحينما نقول إن الأمريكان في جيناتهم العنف والحرب. فنحن لا نجافي الحقيقة. فالأرقام والإحصائيات التي تصدر في نهاية كل عام تثبت صحة هذا الكلام.. ففي عام 2016 تزايدت جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 67 في المائة. وارتفعت أحداث العنف والقتل في كل المدن الأمريكية وطبقاً لتقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي" شهدت أمريكا خلال عام 2016 مليوناً و195 ألفاً و704 حرائم عنف. قُتل فيها 15 ألفاً و696 شخصاً. وطبقاً للتقرير ذاته فإن الشرطة الأمريكية سجلت 91 ألف حادث اغتصاب وأكثر من 323 حالة سرقة. وبلغت القيمة التقديرية للجرائم التي استهدفت الممتلكات أكثر من 14 ملياراً و300 مليون دولار. بينما بلغت قيمة السلع المسروقة 12 ملياراً و420 مليون دولار.
هذا العنف الداخلي تُرتَكَب أضعاف أضعافه في التعامل مع الخارج. ولم يعد خافياً علي أحد أن أمريكا تمتلك مخططاً لتفتيت العالم العربي وتقسيمه وتجزئته.. ولا ننكر أننا نخاف من أمريكا ولا قبل لنا بها. لكن الشعوب الضعيفة والمستضعفة لا تملك إلا المقاومة حتي وإن تهدمت بيوتهم وقطعت أرزاقهم.
إن هذا المجتمع الموبوء بالعنف والجريمة. رغم موارده الوفيرة وثرائه غير المتوازن بين أفراده. جدير باهتمام ترامب وانكفائه نحو الداخل إذا فعل الرئيس الجديد ذلك. فسوف يريح ويستريح.. فليته يفعل ويتركنا في حال سبيلنا. وإن كانت أمريكا لا تستطيع الانسحاب من أماكن القتال في العالم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف