الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. المباريات الأفريقية في ميدان التحرير
بعد أن خمدت الحركة في ميدان التحرير بعد مرور أسابيع علي يوم 25 يناير المجيد.. كتبت هنا في هذا المكان اقترح أن نقوم بتخليد هذا المكان.. هذا الميدان الذي شهد من قبل حركات وطنية خالدة لعل كان اقربها وابرزها واعظمها بعد ثورة يناير كانت الجنازة الصامتة التي بدأت من الميدان إلي مسجد الكخيا في ميدان الأوبرا التي سار فيها كل مجلس الوزراء برئاسة مصطفي النحاس باشا وكل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من كل الأحزاب وكانت المفاجأة حينما اقتحمت الميدان سيارة وقفت أمام جموع البشر لينزل منها علي باشا ماهر فيهرول إليه مصطفي النحاس ويتعانقن طويلا ليثبت للانجليز ان مصر كلها بغض النظر عن اختلافات الأحزاب.. مصر كلها ستصلي صلاة الغائب لأرواح شهداء المعسكر الانجليزي حينما قرر كل المصريين الذين يعملون في المعسكرات ترك العمل فجأة وتجمعوا في مكان ما أمام قناة السويس فهاجمتهم قوة انجليزية وفتحت عليهم النيران ومات معظمهم وبكت مصر كلها في هذا اليوم.. وتقرر اقامة صلاة الغائب علي أرواحهم في مسجد الكخيا ودعا النحاس المصريين لمشاركته في هذه الجنازة العامة ثم الصلاة.. اضطرت الجنازة أن تغير مسارها لأن شوارع سليمان باشا وقصر النيل وصبري أبوعلم كانت مليئة بالبشر فسارت الجنازة من شارع الملكة نازلي "رمسيس الآن" إلي شارع عبدالخالق ثروت ثم مسجد الكخيا.. الناس حول المسجد وفي ميدان الأوبرا بالآلاف ونادي النحاس من الميكروفون وهو يؤم المصلين ان هؤلاء الذين في الشوارع ولا مكان لهم بالمسجد صلاتهم مقبولة إذا اتجهوا جهة القبلة.. اخلع الحذاء وصلي في الشارع وعلي الرصيف وفي المحلات وفي البيوت المحيطة.. ولأن الجنازة علي الهواء في الإذاعة لم يكن هناك تليفزيون بعد.. صلاة الغائب لا ركوع ولا سجود.. اخلع حذاءك وصل واقفا حيث انت.. قالت الصحف في اليوم التالي ان كل البيوت وكل الوزارات وكل الناس صلوا خلف مصطفي النحاس من اسوان إلي مرسي مطروح وبكوا حينما رفع النحاس صوته يدعو للشهداء ثم بكي!!
***
وتمر الأيام والشهور والسنوات.. ويشهد نفس هذا الميدان أحد أعظم ثورات مصر في يوم 25 يناير ويبدأ التفكير في تخليد هذا الميدان صاحب التاريخ الرائع.. وبدأت بعض المحاولات في رسومات وغيرها.. وكان الكلام قد بدأ عن خطوة أولي وهي جذب الناس إلي الميدان في مناسبات مختلفة وقيل تجهيز مكان لكل المناسبات القومية الوطنية في الميدان ولكن لم يتم أي شيء.
لفت نظري في صحف صباح أمس ان ابننا واخوانا خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة وابن استاذنا محمود عبدالعزيز نائب رئيس تحرير هذه الجريدة وضع الشاشات الضخمة لبث مباريات البطولة الافريقية في مراكز الشباب المختلفة.. ياريت ننتهز فرصة هذه الطولة التي ابتعدنا عنها ثلاث مرات ونضع ايضا شاشات أخري في ميدان التحرير.. أريد ان نجمع كل الناس بكل انتماءاتهم الكروية والسياسية في الميدان.. حينما تكون "مصر" الكل يذوب في شخص واحد مصري الجنسية.. الرياضة أساسا تجمع الناس حينما تكون مصر هي التي تلعب الوضع يختلف ويجب أن ننتهز هذه الفرصة وياريت تكون هناك مباراة لنا يوم 25 بالذات وتكون المباراة لها أهميتها أو حتي مباراة غير مهمة بعد ان نكون بإذن الله قد وصلنا إلي الدور التالي.. ثم مجرد مباراة لمصر يوم 25 يناير علي شاشات ميدان التحرير سيكون لها وقع آخر.. خاصة لو فزنا.
***
كل هذا لا يمنع من ان مصر يجب ان يكون لها وضع خاص في المجال الافريقي.. مصر هي صاحبة الفضل في وجود حاجة اسمها الاتحاد الافريقي والله يرحم عبدالعزيز عبدالله سالم صاحب الفكرة واجبر الفيفا علي الموافقة ثم نحن الذين اقمنا الاتحاد علي أرضنا وبنقودنا ورجالنا.. كيف لا يسمح لنا بالبث المباشر دائما وباستمرار دون ان ندفع شيئا.. لقد دفعنا ما فيه الكفاية منذ الولادة وقبل الولادة.. ونحن الآباء وأصحاب الفضل.. لماذا نكران الجميل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف