المساء
هالة فهمى
الفقر.. الجوع.. المرض
من منَّا لا يعرف الثلاثي الذي يساهم مساهمة كبري في هدم أعتي الدول وأهمها.. فمنذ فجر التاريخ ونحن ندرك أن اجتماع الفقر والجهل والمرض في بلد يعني هلاك شعبها ودماره والعجيب أن هذه المعلومة يعرفها المثقف والجاهل ومع ذلك هناك حكومات تدفع الشعب لتلك الحافة بمنتهي المهارة التي لا يمتلكها عدونا والذي يدفع في سبيل تحقيقها كل نفيس وغال.. الفقر الذي أصبح قريباً ولصيقاً بالطبقة الوسطي التي باتت معدومة بسبب غلاء الأسعار وعدم استقرار تلك الزيادات والتي لم تعد بالجنيه الذي عام وأغرق الشعب في الهموم.. الزيادات الآن بالمائة جنيه في سلع وبالعشرة جنيهات في سلع أخري.. غلاء لا تواكبه زيادة في الأجور.. وكل ما نسمعه من مهدئات عن الرخاء القادم إنما هو قادم لجيوب طبقة الأثرياء.. السلاح الثاني وهو الجهل لكنني أستبدله بآخر وهو الجوع وهو أمر طبيعي ونتيجة منطقية للفقر والذي يدفع البطون الخاوية للتحول من حالة الصبر لحالة الانفجار ويحدث ما حدث من سرقة خمس عشرة سيارة من التجمع الخامس في ليلة واحدة فتلك البطون الخاوية قد تصبر علي الجهل والفقر المحتمل ولكن حين نجوع ونفقد آدميتنا ويظهر الجانب الحيواني غير المفكر ويرغب فقط في إسكات حريق الخواء في بطونهم.. ثم نأتي للسلاح الثالث المرض والمرض نفسي وجسماني وأخلاقي وغيره من أمراض تضر أشخاصاً ومجتمعات.. درسنا في كتب العلوم والدين أن العقل السليم في الجسم السليم.. كيف ذلك مع التجارة بآلامنا والدواء يرتفع بنسبة تفوق الثلاثمائة في المائة من يملك رفاهية العلاج.. فالموت الآن راحة لمن لا يملك الدواء لمن سكنت أمراض أجسادهم وعقولهم وبلدانهم.. كل هذا الدمار يحركه سلاح الجهل الذي يتمتع به وزراء ورؤساء ومرات وأحياناً كثيرة حكام.. فمن منا لا يتذكر مقولة الرئيس الأسبق مبارك حين قال عددكم أكثر من ثمانين مليوناً أطعمكم من أين؟ مقولة رئيس عاجز فتح خزائن مصر للصوص ونهب معهم ووقفوا يساهمون علي حياتنا.. لعن الله أمثال هؤلاء ممن تباع رعيتهم جوعي.. مرضي.. ولكننا لن نسعي للتغيير.. فهل هناك وسيلة تخرج بها الحكومة الرشيدة لتشرح للشعب الجاهل نظرياتهم في هذا التغيير.. فالجوعان ازداد جوعاً والمريض يسلم أنفاسه الأخيرة مع دعواته علي من ظلموه والجاهل يطفيء مصابيح الحياة والأمل.
من منَّا لم يعرف كل ما سبق؟! من منَّا لم يعرف أنه رغم كل هذا الكم من السواد هناك دائماً بارقة أمل تسعي نحو فجر وليد.. من منَّا لا ينتظر سنوات الرفاهية التي ربما يصيب رذاذها الفقراء.. من منَّا لم يرفع يده للسماء صارخاً... يااااارب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف