المساء
طارق مراد
أخطاء كوبر وغموض الفراعنة
بداية متوسطة.. وغامضة لمنتخب الفراعنة في أولي مبارياته بكأس الأمم الأفريقية بالجابون أمام فريق مالي.. اكتفي خلالها فريقنا بالحصول علي نقطة واحدة بعد تعادله السلبي.. وكان أشبه بالحاضر الغائب في أغلب فترات اللقاء بعد أن ترك الملعب للفريق المالي الذي تفوق ميدانياً.. فكان الأكثر استحواذاً وسيطرة علي الكرة.. وأكثر هجوماً بفضل إجادة لاعبيه الضغط علي لاعبينا من منطقة المناورات بوسط الملعب ليجد الفراعنة أنفسهم محاصرين.. ولكن صلابة الدفاع المصري وحسن تنظيمه وتمركزه أفسد المحاولات الهجومية المستمرة للفريق المالي الذي لم يتمكن من بناء فرص حقيقية باستثناء ثلاث فرص أكيدة كان لها الأولي في الشوط الأول وأنقذها ببراعة ويقظة الحارس العملاق أحمد الشناوي.. تسببت في إصابته وعندما لعب عصام الحضري كان عملاقاً كالعادة وأنقذ الفراعنة من هدفين مؤكدين ليؤكد أنه فورمة وجاهز إذا ما تمكن منتخبنا الوطني من استكمال مشواره في رحلة البحث عن أمجاده ولقبه الثامن في العرس الأفريقي بعد غياب ثلاث دورات متتالية عن كأس الأمم بطولته المفضلة.. ولكن المثير للدهشة أن الأداء العام للفراعنة بعد هذا الغياب لم يقدم الفراعنة أوراق اعتمادهم.. في هذا العرس الأفريقي بالطريقة الذي يجعلنا نطمئن أن المنتخب قادر علي المنافسة علي البطولة واستعادة اللقب أو حتي التأهل للمربع الذهبي.. فقد شاهدنا محمد صلاح يستسلم للرقابة بعد أن نجحت طريقة آلاي جريس المدير الفني لمنتخب مالي من إيقاف خطورته.. وكذلك غاب عبدالله السعيد وأهدر النني تسديدتين لعدم التركيز والدقة في اللمسة الأخيرة ولكنه بذل مع طارق حامد جهداً كبيراً كلاعبي وسط مدافعين مع رباعي الدفاع المتألقين حجازي وعلي جبر والظهيرين عبدالشافي الذي حظي بدعم من محمود تريزيجيه بينما لم يجد المساندة أحمد فتحي الكافية من محمد صلاح ولذلك ركز منتخب مالي علي الجبهة اليمني في محاولاته لاختراق دفاعنا ولكن كان أحمد فتحي مقاتلاً.. أما مروان محسن فقد بذل جهداً كبيراً للظهور لزملائه.. ولكن غياب لاعبينا الهجومي وعدم قدرتنا علي الوصول لمرمي مالي بهجمات منظمة سواء بجمل تكتيكية جماعية أو من خلال الهجمات المرتدة السريعة الخاطفة فلم تصله سوي كرتين فقط طيلة اللقاء ولكن لم يحالفه التوفيق لبراعة الحارس المالي أيضاً.
وإذا كان خط الدفاع وحارس المرمي كانوا نجوماً.. فإن النجم الأول للمباراة النجم محمود تريزيجيه الذي فعل كل شيء في الكرة هاجم بقوة وصنع أخطر فرص مصر لمروان محسن ودافع ببسالة وأفسد أكثر من هجمة خطرة علي مرمي الفراعنة.. ولكن علينا أن نتفق أن مشكلة منتخب مصر تكمن في عدم قدرة لاعبينا علي الاحتفاظ بالكرة وتناقلها بسهولة ويسر.. نتيجة لسوء انتشارهم في الملعب وعدم التصرف السليم بدون كرة في المساحات الخالية.. ومن المقبول أن يعجز منتخب يحلم بالمنافسة علي البطولة عن تمرير الكرة أربع تمريرات علي الأقل دفعة واحدة.. وإذا كانت استراتيجية كوبر تعتمد علي الدفاع أولاً وعدم إصابة مرمانا بأهداف فإن المرحلة الثانية التي تليها تتمثل في ضرورة تدرب لاعبينا علي التحول للهجوم من خلال جمل تكتيكية محفوظة تتميز بالسرعة في التمرير والانطلاقات الأمامية.. فالشكل الذي اتسم به أداء الفراعنة عند الاستحواذ علي الكرة اتسم بالبطء في التحرك وعدم القدرة علي الهروب من الرقابة وعدم الدقة في عملية التسليم والتسلم.. وأري أن أهم أخطاء كوبر المدير الفني الأرجنتيني في اللقاء تتمثل في عدم الدفع بكهربا عندما قرر خروج مروان محسن لأن كهربا بفورمته العالية الحالية هو الوحيد القادر علي تغيير سير المباراة والشكل الهجومي للفراعنة مثلما فعل أمام تونس في التجربة التي سبقت انطلاق العرس الأفريقي.. لأن المشكلة لم تكن في مروان ولكن في قدرة لاعبينا علي اختراق دفاعات مالي المنظمة.. وكان كهربا بمهاراته الفنية العالية وسرعته الفائقة الأقدر علي خطف هدف الفوز للفراعنة.. ذلك الفوز الذي لا بديل عنه في مباراتنا أمام أوغندا السبت القادم والذي يتطلب أن يصحح كوبر ولاعبوه أخطاء وسلبيات مباراة مالي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف