المساء
سامى عبد الفتاح
الشمال الأفريقي.. درجة ثانية
أثبتت مباريات الدور الأول في بطولة الأمم الأفريقية أن منتخبات الشمال الأفريقي. لم يعد لها السطوة والتفوق علي الكرة الأفريقية. وأن الفوارق التقليدية قد زالت تقريباً. بعد أن زاد الوعي التكتيكي لدي المنتخبات السمراء. إلي جانب التفوق البدني الطبيعي والحماسة العالية.. ولم يعد للمهارة الفردية. نفس التفوق الذي كان في العقود السابقة..وتأكدت هذه الحقائق في مباراتنا بالأمس أمام مالي. والتي حذرت منها في مقال سابق بعد تعادل الجزائر ثم خسارة تونس والمغرب.. فالوسط والغرب الأفريقي أصبح لهما سمات مختلفة ومميزة.. وكان التعادل السلبي دليلاً واضحاً علي ذوبان الفوارق وأن كرة الشمال الأفريقي أصبحت درجة ثانية.
ومن المؤكد أن هذه البطولة في الجابون ستقدم معطيات جديدة من حيث التقييم الفني. وتغيير المفاهيم القديمة. ولابد أن المتخصصين الفنيين سوف يعيدون حساباتهم للكرة الأفريقية. سواء في الشمال أو الجنوب. والغرب والوسط الأفريقي. وما يهمنا بعد انتهاء الدور الأول أن الترشيحات التقليدية عن تسمية منتخب أو اثنين أصبح أمراً في خبر كان. لأن المواجهات القادمة كلها ستكون غامضة ولا يستطيع أحد أن يتوقع أي نتيجة مسبقاً.. ومنتخبنا بالأمس لم يستوعب الدرس من نتائج منتخبات الشمال الأفريقي التي كانت متواضعة جداً. وظهر الفراعنة دون المستوي في الشوط الأول ربما بسبب أن الجيل الموجود حالياً في الجابون هو جيل جديد باستثناء الحضري "الظاهرة" وأحمد فتحي ويحملون عبء إثبات الوجود في أول مشاركة لهم في النهائيات. وهو عبء ليس بالسهل علي لاعبينا. الذين يدافعون عن سمعة منتخب الفراعنة. ويحملون مسئولية حلم المصريين في البطولة المحببة إليهم.. والدليل أن الأداء تحسن نسبياً في الشوط الثاني ولكن الفاعلية الهجومية كانت ضعيفة جداً. لأن لاعبينا كان في داخلهم خوف واضح من عثرة البداية. ولم يتمكن من إثبات وجوده الهجومي. حتي اضطر كوبر لسحب محمد صلاح الذي عجز عن التعامل مع قوة وصلابة دفاع مالي. ثم تم سحب مروان محسن ولعب كوكا في محاولة لخطف المباراة.. لكن المشكلة أنه لم يكن لفريقنا لغة هجومية واضحة. وتمكن الخوف من مجموعة صناعة اللعب في الوسط ومن الجانبين.. ولابد من معالجة هذا الخوف في المباريات القادمة. لأن المسألة واضحة جداً يا كوبر.
ويبقي أن أشد علي يد الحارس الرجل أحمد الشناوي الذي أصيب وخرج باكياً لغيابه المتوقع عن باقي مباريات البطولة. وبعد أن أنقذ كرة خطيرة جداً في الشوط الأول.. واستنكر اتهامات البعض له بأن تعمد طلب الخروج وادعاء الإصابة. وهذا كلام أهبل بنسبة 100%. وأشد أيضاً علي يد عصام الحضري الذي كان نجماً كعادته في لحظات خطيرة. ويستحق أيضاً تهنئة الاتحاد الدولي لكرة القدم. بعد أن كتب بالأمس اسمه كأكبر لاعب في تاريخ البطولة الأفريقية مسجلاً 44 عاماً ويومين.. وننتظر الأفضل من كل لاعبينا فيما هو قادم.. لأن المشوار مازال طويلاً. بداية من مباراتنا الثانية يوم السبت القادم أمام أوغندا. الذي خسر بالأمس أمام غانا. وسيقاتل لإنقاذ فرصته الأخيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف