البديل
مى عزام
طعمية الرئيس …و الدبة التى قتلت صاحبها
(1)
هل تستحق مداخلة من رئيس تحرير صحيفة قومية مقالا، أم أنه تزيُد من كاتبة المقال، ومحاولة منها لإلهاء الشعب بتوافه الأمور بدلا من لفت أنظارهم للخير الكثير القادم، والذى تحدث عنه الرئيس فى حواره الأخير مع رؤوساء تحرير الصحف القومية؟.
من حق القارىء أن يطرح سؤالا مثل هذا ، ومن واجبى أن أجيب لأوضح سبب كتابة مقالي، أولا صاحب المداخلة هو الزميل ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار وهوالصحفى الوحيد الذى أجرى حوارا مع المشير السيسى حين كان وزيرا للدفاع، وبالرغم من التسريبات التى حدثت حينذاك، ظل ياسر رزق محافظا على قربه من السيسى وثقة الأخير فى شخصه، ثانيا المداخلة كانت فى برنامج عمرو أديب اليومي، والذى يحوذ على متابعة الرئيس شخصيا ، حيث تعددت مرات المداخلات الهاتفية التى أجراها الرئيس مع مقدم البرنامج .
رزق وأديب يحوذان على تقدير وثقة ومودة السيسي، وكلاهما متميز فى مجاله ومدعوم من الرياسة، إذن أى كلام يصدر من هذين الشخصين لابد من تحليله بدقة لأنه يتضمن رسائل من الدولة والرياسة.
(2)
معروف لكل من يعمل بالصحافة والإعلام، أن هناك إعداد من فريق البرنامج لأى مداخلة هاتفية ، قبل مداخلة ياسر رزق التليفوينة كان هناك اتفاق بصورة أو بأخرى حول المحاور الأساسية التي سيتعرض لها عمرو ويجيب عنها ياسر.
أى أن سؤال عمرو عن كواليس اللقاء مقصود، وأيضا الوصول للحديث عن الغذاء مقصود وليس صدفة أو نتيجة الدردشة، وحين قال ياسر أن الغذاء كان “شقتين طعمية سخنة وطرشى” أبدى عمرو الدهشة قائلا: آخر تعبكم شقتين طعمية ، لا بط ولا سيمون فيميه ولا لحمة زى أيام مرسي.
إذن هنا مربط الفرس، المقارنة بين سلوك ساكن الاتحادية الآن وأيام مرسي، ولا أعرف لماذا قفز أديب على فترة المستشار عدلي منصور ولم يعيرها اهتماما، فنحن حتى هذه اللحظة لا نعرف هل كان غذاء ضيوف الاتحادية طعمية ولا لحمة وفراخ؟.
(3)
لو مدينا الخط على استقامته وصدقنا هذه الترهات التى كانت على الهواء مباشرة بين اثنين من الشخصيات الإعلامية المهمة، فكان على عمرو أديب أن يجيب على فضول المشاهدين من أمثالي، ويستمر فى استجواب ياسر رزق :هل شقة الطعمية اشترتها الرئاسة من أحد باعة الطعمية المشهورين فى محيط الاتحادية أم أنها طلب خاص قام طباخ الريس بتحضيره؟،وهل مسموح للرئيس أن يتناول طعام غير معلوم المصدر أم أنه اشترى شقة طعمية إضافية لضابط من حرسه الشخصيين ليتأكد من صلاحيته وخلوه من أى مواد قد تؤذي الرئيس؟وهل الطعمية هى الغذاء اليومي لسكان الاتحادية ، أم أنه تقليد يتم مع الضيوف (خاصة رؤوساء التحرير) ليتذكروا الأطعمة المصرية التى قد يكونوا نسوها فى حياتهم اليومية؟.
(4)
أسوأ شىء فى مصر الآن هو المبالغة، نفس المبالغة التى دفعت الرئيس السيسى من قبل للقسم باليمين المغلظ أمام عدسات المصورين، أن ثلاجته ظلت خالية إلا من الماء على مدى 10 سنوات كاملة، لم يأت هذا التصريح بالنتيجة المرجوة، بالعكس تحول إلى مادة للسخرية فى الداخل و الخارج، لكننا لا نتعلم من أخطائنا بل نكررها وبنفس الطريقة والأسلوب، نريد أن نقنع الشعب أن رئيسهم يعيش عيشتهم، ويشاركهم التقشف، وأن غذائه شقتين طعمية، مش تلاته، يعنى عايش نص بطن ، فهل هذه الرسالة ستطمئن الناس وهم يرون الملايين تنفق على قنوات فضائية جديدة معروف أن أجهزة في الدولة هى التى تمولها؟.
(5)
جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)،
ظهر مؤخرا على قناة فوكس نيوز ناصحا رئيس أمريكا المنتخب دونالد ترامب، الذى سيتم تنصيبه رسميا يوم الجمعة القادم، قائلا: أعتقد أن ترامب يجب أن يكون منضبطا جدا فيما يصرح به، فهو سيصبح خلال أيام قليلة الشخص الأكثر نفوذا في العالم حيث أنه سيكون على رأس حكومة الولايات المتحدة، وأعتقد أن عليه أن يدرك أن لكلماته تأثيرا ، وأضاف قائلا :عليه أن يفهم أن الأمر يتجاوزه شخصيا ويتعلق بالولايات المتحدة وأمنها القومي، وستكون لديه فرصة لفعل شيء للأمن القومي بدلا من الحديث وإطلاق التغريدات، العفوية لا تحمي مصالح الأمن القومي وعليه فعندما يتحدث أو يصرح برد فعل على أمر ما، عليه أن يتأكد من أنه يفهم أن تبعات وتأثيرات ذلك على الولايات المتحدة يمكن أن تكون جسيمة”.
هل هناك فى الدولة المصرية من يستطيع أن ينصح الرئيس ومعاونيه بهذه النصيحة الغالية، أن يتوقف عن العفوية التى يخسر بها، ويوقف هذا الهراء الذى ينتشر فى الصحف والقنوات الفضائية الداعمة والمدعومة الرئيس…ياسيادة الرئيس أنهم يفعلون ما فعلته الدبة بصاحبها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف