حمادة حسين
التجنيد الإجبارى للبنات.. سترة
>>الممثلة العالمية« ديمى مور » أدت دور مقاتلة فى المارينز تنافس أقوى المجندين وتتفوق عليهم فى التدريبات وباقى فنون القتال
عامل تراحيل يعمل ثلاثة أيام متواصلة، واصل مرحلة من الإعياء كأنه أسير حرب، وصل مكان نومه وارتمى بعبلة على فرشته فوجد فيها ثعبانًا، بالتأكيد سينسى تعبه وإرهاقه ويجرى مسافة طويلة ربما بسرعة تفوق الانطلاقة الأسطورية للعداء الأمريكى الأشهر «كارل لويس».
من أين جاءته هذه القوة بينما كان قبلها رهين الإغماء والغيبوبة، هذه قوة كامنة أو «المانا» كما يطلقون عليها فى أحراش الأمازون، هى طاقة احتياطية تنفجر فى لحظات الضغط غير العادية، وعملية استحضار واستدعاء هذه الطاقة الكامنة أو «المانا» هى أصل فكرة التجنيد، وما تلعب عليه الجيوش فى تأهيل المجند،«المانا» موجودة فى أى بنى آدم رجل كان أو سيدة، وربما هى أقوى لدى المرأة، فما الذى يمنع تجنيد البنات كمقاتلة عند خطوط النار، وليس كموظفة مكتب ترتدى الميرى.
استدعاء هذه الطاقة من خلال تدريبات عسكرية هدفها شد عصب المواطن العادى بحيث يمكنه تحمل ظروف غير عادية لا تشترط إهانة المجند أو سحق روحه، واعتماد الإهانة والإذلال وسيلة لاستدعاء هذه الروح، يعد انحرافًا وفسادًا لا يجب استغلاله فى تبرير رفض تجنيد البنات كمقاتلات أو فى استخفاف طاقات الألش ضد الفكرة لمجرد تصفية الحسابات أو لرفض القائمين على إدارتها. فذلك كله لا ينفى صحة وأهمية الفكرة كضمانة حقيقية لنشر الأمن والسلام.
لاشك أن اتخاذ قرار بمثل خطورة تجنيد البنات فى مصر يحتاج دراسة وإعداد من نوع خاص يليق أو يناسب استسلام المرأة لغباء مجتمع لديه كامل الإصرار على مواصلة اختزالها كمرادف للخطيئة أو فريسة بتشريع، لكن فى حالة حدوث ذلك يمكن تخيل مدى الفائدة التى تعود على امرأة ما زالت أسيرة دعوة مساواة لا تطلب الحرية قدر التشبه برجل غارق فى عبوديته حد التوحد والثمالة.
معروف - بالطبع - كم كانت الأهالى غاضبة من فرض محمد على باشا التجنيد على أبنائها، أغلبهم كان يفقأ عين ابنهم المطلوب للتجنيد كمحاولة للهروب من الفرض، لكن الطفرة التى ظهر عليها من التحق، وانعكست كذلك على الأهالى دفعتهم للبحث عن وساطة للالتحاق بالكليات الحربية.
الفكرة مهما كانت مشاكلها والأعراض الجانبية لتنفيذها، والاحتكاك مهما كان خشنًا وحادًا فى بداية عملية اندماج المجندين والمجندات، لا يجب أن يقف ضد الفكرة لأن ذلك متوقع وسبق حدوثه فى كل الجيوش التى سمحت بتجنيد
البنات، فالرجل يعتبر التجربة قاسية صعبة على المرأة، ذلك أن طبيعة تكوينها الجسدية والنفسية لا تحتمل عنف وبشاعة التدريبات والمناورات ومشروعات الحرب، كما أنها ستكون أقرب للانهيار مع بداية تكثيف ضرب النار.
مثل هذا الكلام ردت عليه الممثلة العالمية «ديمى مور» فى فيلمها الأشهر «G.I. Jane » التى أدت فيه دور مقاتلة فى المارينز تنافس أقوى المجندين وتتفوق عليهم فى التدريبات وباقى فنون القتال، تألق «ديمى مور» فى أداء الدور، وكونها حلقت شعرها «زيرو» لم يفقدها أنوثتها وجاذبيتها لحظة واحدة طوال الفيلم، رسالة «ديمى مور» وصلت الجميع بأن المرأة «نعم تستطيع»، كما أن الذاكرة العربية ما زالت تحفظ شكل المجندات الأمريكيات، وهن يمعن فى تعذيب نزلاء سجن «أبوغريب» بوحشية فائقة كان الجميع يعتقد أنها حكر على الرجل.