هي بالفعل كذلك هذه الحالة من الاحباط الذي يعيشها غالبية الشعب المصري،وبإستثناء طبعا الفئة القليلة التي استفادت وتستفيد مما وصلت إليه مصرنا الحبيبة، ومعهم بطبيعة الحال الذين اعتادوا علي التطبيل وتصدير الوهم والاكاذيب لكي يدخل الشعب في غيبوبة ،ويتوقف مجبرا عن الكلام ،ولا يحاول حتي التعبير عن آلامه ومتاعبه بالانات والآهات من تنامي الفقر والغلاء وارتفاع اسعار الاحتياجات الاساسية اليومية،ولم يعد الكثيرون قادرون علي شراء الدواء للعلاج اما بسبب الغلاء أو الاختفاء.
واعذروني فلست من الذين يكذبون الواقع،ولم اشارك يوما في تصدير الوهم الذي أصبح مرفوضا علي الوجوه في الشوارع،ويتردد في مناقشات الناس في كل مكان،بل ان هذه الحالة من الاحباط العام تبدو مسيطرة علي جميع مواقع التواصل الاجتماعي،لكن من ابرز ايجابياتها انها اعادت الاعتبار للعهدين المتناقضين..لمصر الملكية بنعيمها ومكانتها الحضارية التي جعلت بعض الدول تتمني الانضمام إليها،ولمصر عبد الناصر بعدالتها الاجتماعية وقيادتها الدولية لحركات التحرر !!..لكن الايجابية الاعظم التي قد لا يراها البعض هو ذلك الوازع الديني الذي يتنامي في نفوس المصريين ويجعلهم لا يلجآون إلا إلي الله الواحد الاحد..
واعتقد ان الشعب الآن لم يعد يصدق هذه الوعود وتلك الاكاذيب اليومية من الحكومة الفاشلة،ومما يضاعف من احباطه ونحن علي أبواب ذكري مرور ست سنوات علي ثورة 25 يناير هو أن الحلم الذي قامت من أجله الثورة لم يتحقق،بل تراجعت كثيرا مكاسب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية،واصبح الشعب هذه الايام يبحث عن بصيص أمل للتفوق،وحتي لو جاء بأقدام المنتخب في كأس الامم الحالية بالجابون ،وإلي اللقاء..