نصف الدنيا
فاطمة ناعوت
زهرُ القرنفل
بوسع الفتى

أن يأتيَ في قميصِه الأزرق

حاملاً شمسًا صفراءَ

وعودَ ريحانْ.

***

بوسعه

أن ينزعَ الريشةَ

من تاج «ماعِت»

فيرتبك الميزانُ في أرضِ طِيبةَ

ويثور النيلُ،

وفي الجزيرة العربية

تخضعُ «النساءُ» راضياتٍ

في كتابِ قريش.

***



بوسع الفتى

أن يجعلَ وجهَ حبيبتِه

يتلفّتُ من جديد

يفتّشُ عن وجهه

بين الزحام

فتشرقُ ضحكةٌ

على وجه طفلٍ يبكي

عثر على عيني أمِّه

بعد ضياع.

***

بوسع الفتى

أن يدخلَ البيتَ الصامتَ

فترقص الموسيقى

وتطير الفراشات.

بوسعِه

أن يجعلَ من دخان سيجارته

غيمةً

تتكثّف على سماء الغرفة

فيهطل المطرُ

وينبت القمح.

***

بوسعه

أن يبسطَ ذراعيه

فتنام البنتُ المُتعَبةُ

ويهدأ قلبٌ واجفٌ.

***



وبوسع الفتى

أن يحملَ زهراتِ القرنفل

فتنسلُّ الستائرُ السودُ

عن وجه القمر.

***

الوردةُ الحمراء

التي مُطرِقَةٌ برأسِها

في كأس البلّور فوق مكتبي

ذبُلَتْ

رغم الماءِ وقُمْع السُّكّرِ

ورغم الهواءِ الصَّحو

وإصبعي الحنون

...



وتعطّل الهوى

في قلبي

وفي قلبك.

***

هوانا

-كما وردتك-

عمرُه قصيرٌ

لأنه مثلها

حيٌّ

وطبيعيٌّ.

***



فقط

لو أن وردتَكَ

كانتْ من البلاستيك

إذًا

لعاشَ هوانا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف