صباح الخير
نبيل صديق
الموظف.. ضحية إهمال الحكومة!!
«الجهاز الإدارى للدولة».. سنوات طويلة من الإهمال والبيروقراطية وتفشى الفساد فى كل أركانه، ولم تكن الدولة جادة طوال نصف قرن فى إصلاحه، حتى عندما بدأت ما تسمى «الحكومة الإلكترونية» منذ أقل من عشر سنوات لم تتخذ الحكومات المتعاقبة أى خطوات جادة لتنفيذها، وتقديم الخدمات بشكل ميسر وسريع عبر شبكة الإنترنت، وهذا التجاهل أدى لتفاقم أزمات هذا الجهاز وزاد الطين بلة التعيينات العشوائية التى تمت خلال السنوات الست الأخيرة، حتى ترهل الجهاز وأصابه الشلل، وتحول إلى عبء كبير على المجتمع كله بكل قطاعاته، ومنذ شهور يتردد على لسان وزير التخطيط أشرف العربى أن الجهاز أصبح عبئًا كبيرًا ويجب تخفيض أعداده بدون تقديم خطة واضحة، باستثناء الإعلان عن النية فى فتح معاش مبكر للموظفين، وأنه سيتم تخفيضه سنويًا بالاستغناء عن مليون موظف، هذا رقم مخيف وكبير فى ظل التباطؤ الرهيب الذى أصاب الاقتصاد المصرى خلال السنوات الأخيرة، ونسب النمو الحالية لا تستطيع توفير فرص عمل للشباب ويضخ التعليم بكل مستوياته حوالى 850 ألف شاب سنويًا لسوق العمل!!
والسؤال أين الخطط البديلة التنموية لاستيعاب خطة إعادة هيكلة وتنظيم الجهاز الإدارى للدولة؟! فى كل دول العالم عندما يتم الاستغناء عن عمالة يوجد معها برامج تسمى برامج الحماية الاجتماعية لاستيعاب هؤلاء وتأهيلهم للعمل فى القطاع الخاص وحتى الآن الحكومة تعلن نية لإعادة هيكلة الجهاز، ولم توضح ما هى خططها وما هى البرامج التى ستنفذ لاحتواء هؤلاء حتى لا يتحولوا لعبء وأزمة جديدة فى مصر وتتكرر نفس كارثة التسعينيات عندما بدأت الحكومة فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى عام 1993 وأهم بنود الإصلاح كانت الخصخصة، وقامت بتسريح العمال والموظفين فى الشركات المطروحة للبيع بمنحهم مبالغ مالية مقابل الخروج «معاش مبكر»، وبعد شهور قليلة صرفوا هذه المبالغ وعادوا يطالبون بفرص عمل من أجل الصرف على أولادهم، لأن الحكومة لم تدرك أهمية برامج الحماية الاجتماعية حينذاك ولم تساعدهم فى جمع المبالغ التى حصلوا عليها فى مشروعات صغيرة ومتوسطة تحقق لهم دخلاً لمواصلة الحياة وتوفير احتياجات أسرهم.
ولابد أن تصاحب برامج الحماية الاجتماعية رؤية جديدة لتطوير الجهاز الإدارى من الداخل باختيار كفاءات حقيقية بعيدًا عن أهل الثقة لديهم خبرات إدارية حكومية وأيضًا مهارات تكنولوجية من خلال دورات تدريبية متطورة وطمأنة صغار الموظفين الذين يمثلون الإدارة الفعلية فى المكاتب الحكومية أو شبابيك التعامل مع الجمهور، لأن هؤلاء يمثلون مقاومة حقيقية للتطوير لهذا يجب خلق دوافع جديدة لديهم وإزالة الخوف من فقدان الوظيفة بداخلهم حتى يتقبلوا التطوير، لا تهملوا البشر وتكتفوا بتسريحهم هذا الخطأ كبير!!. •
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف