بعد كل هجوم لموجة برد قارس يلجأ كثيرون للتدفئة بالكسل والدخول تحت البطاطين وأحيانا اللجوء للدفايات للحصول على الدفء، ويكون الاغتسال بالماء الساخن أو الدافئ، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير سلبى على الصحة..
وهناك مجموعة من الأمراض الخاصة بالطقس البارد، حاله حال كل فصل من فصول السنة، وأمراضه عادة ما تصيب الجهاز التنفسى، لأن البرودة تحفز تكاثر الفيروسات المسببة لهذه الأمراض، كما أنها تسهم فى جعل بعض الحالات المرضية أسوأ كالتهاب المفاصل والربو، وفى بعض الأحيان تضاعف مخاطر الإصابة بأمراض مهددة للحياة كالنوبات القلبية. وفى فصل الشتاء وحالة الطقس غير المستقرة، والليالى الباردة، يضعف جهاز المناعة ويصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وبما أن أجسام الأطفال والرضع ضعيفة فهى معرضة أكثر للإصابة بالأمراض المعدية أو الأمراض بشكل عام، كونهم يتلقون الرعاية فى إطار تربوى ما كحضانات الأطفال، الأندية اليومية والمدارس، فهذا يزيد من معدل الإصابة بالعدوى عند الأطفال والرضع.
وينصح الأطباء بعدم الخروج والدخول تحت البطاطين والخروج والدخول للحجرات التى بها الدفاية يعرض جهازنا المناعى لبعض الخلل عند التعرض لدرجات حرارة عالية، ثم الخروج فجأة فى درجات حرارة شديدة الانخفاض، ما يتسبب فى بعض الأمراض الميكروبية مثل التهاب الحلق ونزلات البرد والأنفلونزا. ولذلك لا يجب الدخول تحت الأغطية إلا أثناء النوم فقط.
وينصح خبراء التغذية دائما بممارسة حياتنا الطبيعية اليومية وعدم الاستسلام للكسل، حتى لا يتسبب فى زيادة الوزن مع ارتداء بعض الملابس الثقيلة، ويمكن أن نستبدل كل هذه العادات الخطأ بشرب بعض المشروبات الدافئة التى تحسن الدورة الدموية، وتمد الجسم بالطاقة اللازمة للتدفئة وبدون الحصول على سعرات حرارية تزيد من وزن الجسم، بل على العكس تساعد فى ازدياد معدلات الحرق وتسهم فى التخلص من الدهون الزائدة.
وقال الدكتور أحمد سعد، إخصائى الجراحة العامة وعضو كلية الأطباء والجراحين الملكية بجلاسجو فى بريطانيا: عند الانتقال من فصل إلى آخر تكون أضعف لحظة للجسم البشرى، حيث تضعف المناعة بسبب الانتقال من طقس إلى آخر - خصوصا من الحار إلى البارد، لذلك من نعمة الله علينا أنه جعل لنا بين الشتاء والصيف فصلين انتقاليين هما الخريف والربيع، إلا أنه أيضا قد تحدث بعض الأمراض الموسمية هنا.
أضاف «سعد»: وفى فصل الشتاء ومع البرد الشديد جداً تتاثر أجهزة المناعة لدى الإنسان وتكثر أمراض البرد العام والإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسى، وأغلب هذه الأمراض فيروسية لا تصلح معها المضادات الحيوية، لذلك يجب التركيز على تعزيز الجهاز المناعى للجسم، إما بتوخى الحذر أو تناول بعض الأطعمة الموسمية المهمة.
وطرق توخى الحذر تتمثل فى عدة وسائل، أهمها ما يلى:
- عدم التخفيف من الملابس فى حالات البرد القارس.
- عدم الاغتسال بماء دافئ ثم الخروج مباشرة إلى الهواء البارد، لأنه هنا تحدث ثغرة ضعف فى الجسم، فيجد الفيروس مغنما ومدخلا مناسبا للتمكن من الجسم.
- عدم الخروج من مكان ذى تدفئة عالية بدفاية سواء غازية أو نارية أو كهربائية إلى الشارع أو النافذة مباشرة.
- عند النوم يجب استعمال الغطاء المناسب، لأنه أثناء النوم تتفتح مسام الجسم ويكون الجسم عرضة للطقس البارد، الذى قد يؤثر فى درجة حرارة الجسم بنسبة أكثر منه أثناء الاستيقاظ.
أما الأطعمة المناسبة لهذا الطقس فهى ما يلى:
- الأطعمة الغنية بيفيتامين ج أو سى، وخصوصا الفاكهة مثل اليوسفى والبرتقال والكيوى والجوافة، فيجب على الأقل أن يتناول أطفالنا ثمرة فاكهة من هذه الأنواع يوميا.
- الخضروات الملونة التى تحتوى على مضادات الأكسدة مثل الجزر البرتقالى والملون.
كما أن المرضى الذين يعانون من نقص المناعة مثل مرضى السرطان -عافاهم الله- ومرضى السكرى على سبيل المثال لا الحصر، يجب اتباع طرق الوقاية اللازمة.
• الشاى بالليمون
وأوضح، أن التعامل الصحيح مع المرض يكون بالإكثار من شرب السوائل فى حالة الحرارة المرتفعة، مع تناول الفاكهة التى تحتوى على فتامين ج «C» مثل البرتقال واليوسفى والجوافة وطبعا عصير الليمون.
وكثير من الناس للأسف عندهم عادة غير مفيدة، وهى عصر الليمون على الشاى الساخن أو غلى الليمون مع الشاى، معتقدا أن هذا هو الأفضل والأصلح، ولكن العكس تماما هو الذى يحدث لأن فيتامين «C» يفقد فعاليته إذا تم تسخينه، لذلك من يضعون الليمون على الشاى المغلى أو أثناء غلى الشاى لا يستفيدون بالفيتامين، أما عصر الليمون على الشاى البارد فمقبول.
• جرعة الإنفلونزا
واستطرد قائلا: أهم الأدوية التى يمكن أن يتناولها المريض بالبرد الشائع ما يلى:
- خوافض الحرارة والمسكنات فى حالة الصداع أو الحرارة المرتفعة.
- مضادات الهيستامين للإقلال من الافرازات الأنفية والرشح.
والمضاد الحيوى لا يفيد إلا فى حالة المضاعفات وإلا فلا، وجرعة الإنفلونزا التى تباع فى الصيدليات تفيد فى علاج أعراض البرد، ولكن نتحفظ على اشتمالها على مضاد حيوى، وكثرة استعماله دون فائدة ودون نظام يؤدى إلى استحداث أجيال من البكتيريا مضادة للمضادات الحيوية.
وارتفاع درجة حرارة الجسم ينتج عن عدة أسباب مرضية أو فسيولوجية أو فسيولوجية مرضية.
الأسباب المرضية هى : الإصابة بفيروس أو بكتيريا - ارتفاع نسبة هرمونات الغدة الدرقية - أورام وقلة تدفق الدم وجراحات المخ - ارتفاع درجة الحرارة الخبيثة أثناء التخدير.
والأسباب الفسيولوجية أثناء ممارسة الرياضة.
والأسباب الفسيولوجية المرضية هى: ضربة الشمس- قلة تناول السوائل أو فقدانها (حالات القيء والإسهال).
والحرارة الطبيعية للأعضاء الداخلية للجسم «محتويات المخ والصدر والبطن» من 36 مئوية الى 37.5 مئوية.
وقياس الحرارة يكون إما عن طريق الفم وتؤخذ القراءة كما هى أو تحت الإبط ويضاف 0.5 للقراءة أو فتحة الشرج ويخصم 0.5 من القراءة.
وفى حالة مريض الحمى المرتجف الذى يشعر بالبرودة، يجب أولا تخفيف ملابسه، ثم أخذ حمام بارد وليس ثلج، ثم عمل كمادات ماء باردة.
- استعمال خوافض الحرارة، وعادة لا تعمل إذا زادت درجة الحرارة على 38 لذلك نحاول بالطرق السابقة تخفيضها اذا كانت أعلى من 38 حتى تبدأ خوافض الحرارة فى العمل.
ويجب زيارة الطبيب لتشخيص الحالة ووصف العلاج اللازم وضبط جرعات الدواء.
وأكبر الأخطاء التى يرتكبها البعض فى حق هذا المريض (إحضار البطاطين ووسائل التدفئة وإلباسه ملابس ثقيلة بحجة شعوره بالبرد والارتجاف)، لأن هذا سيزيد من ارتفاع درجة حرارة الجسم وهذا سيضره كثيرا، مع العلم أنه لن يشعر بالدفء، لأن المشكلة هى خلل فى نقطة التنظيم التى سيتم إصلاحها بخوافض الحرارة.
• مضاعفات خطيرة
وقال د. كريم محمد الخولى، إخصائى أمراض الباطنة والسكر والكلى، عضو الجمعية المصرية لأمراض الكلى: مرض البرد الشائع هو فيروس من مجموعة فيروسات تسبب زكاما ورشحا من الأنف وأحيانا دموعا تلقائية، وقد يصاحب ذلك صداع مع ارتفاع فى درجة الحرارة وآلام فى الجسم وخمول، كذلك فيروس الانفلونزا، إلا أن الأعراض أشد ونسبة حدوث المشكلات أعلى، وخصوصا فى المرضى المثبطة مناعتهم الذين يتناولون علاجا كيماويا أو كورتيزونات أو بعض أمراض الدم.
والأسباب التى قد تؤدى إلى حدوث مرض البرد الشائع، هى الخروج فجأة من مكان دافئ إلى مكان بارد وخصوصا فى فصل الشتاء، أو الاستحمام بماء دافئ ثم الخروج الى الطقس البارد فجأة، أو التخفيف من الملابس فى الطقس البارد أو مخالطة مريض مصاب بالبرد الشائع.
والأفراد الذين يتمتعون بصحة جيدة غالبا تمر الأمور بسلام . ولكن نظرا لأن هذا المرض يسبب خللا مؤقتا فى جهاز المناعة فقد تحدث بعض المضاعفات، مثل التهاب الشعب الهوائية ولكن الخطر كل الخطر فى الأفراد المصابين بنقص المناعة بسبب مرض أو علاج، فإنه اذا لم تتم السيطرة على المرض والتعامل معه بشكل سليم، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوى أو مشكلات التنفس الخطيرة عند الكبار.
• أغذية ومشروبات
وقالت د.لمياء لطفى، عضو الجمعية السعودية للغذاء والتغذية: الطعام هو مصدر الطاقة، فلا طاقة دون طعام. وكل نوع من الطعام له مسار معيّن فى الجسم، ويولّد كميّة طاقة محدّدة. لذلك فإن جميع الأطعمة، من سكريّات، نشويّات، بروتينات أو دهون، يستخدمها الجسم لتوليد الطاقة. إلاّ أن الفرق يكمن فى استمرار بقاء هذه الطاقة وعدمه. وهناك بعض الأغذية التى ينصح بتضمينها برنامج الغذاء اليومى فى فصل الشتاء كونها تحافظ على تدفئة الجسم وتقلل من الشعور بالبرد، ومنها البذور والمكسرات مثل اللوز غير المملح بكمية لا تزيد على قبضة اليد حتى لا تؤدى لزيادة الوزن أو لارتفاع الضغط كوجبة خفيفة.
كما يعتبر مشروب القرفة غير المطحونة مع الماء أو الحليب الدافئ وملعقة عسل أو زنجبيل أو فلفل أسود من التوابل التى تساعد فى تدفئة الجسم وعلاج نزلات البرد والتهابات الصدر، ويمكن إضافة القرفة أو الزنجبيل للمخبوزات والحساء أو تناولها كمشروب دافئ، فمشروب الزنجبيل الدافئ مع عصير الليمون والعسل يساعد فى تخليص الجسم من السموم وترسبات الأدوية فى الجسم، وللقرفة والزنجبيل خصائص مطهرة تفيد فى التخلص من رائحة الفم الكريهة، بالإضافة للإحساس بالدفء فى ليالى الشتاء الباردة، لذلك ينصح بالاستفادة من منافع العسل الجمة الخاصة بنزلات البرد. وقد ذكره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, حيث قال «نعم الشراب العسل، يرعى القلب، ويذهب برد الصدر»، أما الفلفل الأسود فيمكن إضافته للغذاء كبديل للملح الذى يسبب الكثير من الضرر للجسم كارتفاع الضغط وهشاشة العظام، بغض النظر عن فائدته فى تدفئة الجسم .
• فائدة الثوم والبصل
أضافت «لمياء» : ولا تقتصر فائدة الثوم والبصل فقط على تدفئة الجسم ولكن تساعد أيضا على المحافظة على صحة الجسم، فالقليل منهما فى السلاطة يساعد فى علاج الزكام ويقلل من نسبة الكوليسترول ويساعد فى القضاء على الخلايا السرطانية فى الجسم. وينصح بالاهتمام بإضافة بعض الفواكه والخضروات الموسمية لوجبات فصل الشتاء لتساعد فى رفع كفاءة الجهاز المناعى وتساعد فى تدفق الدم فى الجسم وتدفئة الجسم كليا، لذلك يجب الحرص على تناولها طازجة بشكل يومى.. وعلى العكس، فإن كان الدفء هو ما نبحث عنه فى الشتاء، فليست كل الأغذية تساعد فى دفء الجسم، ولكى نحافظ على دفء حرارة الجسم هناك أغذية يجب تجنبها فى فصل الشتاء، ولكن يجب أولا ألا نزيد من كمية الأكل فى فصل الشتاء ولياليه الباردة، حيث إن التخمة تسبب تسريع عملية الهضم فتحرق السعرات الحرارية الإضافية التى يحتاجها الجسم للحصول على التدفئة، بالإضافة للشعور بالعصبية، ومن الأغذية التى ينصح بتجنبها فى الشتاء الخبز الأبيض، الخيار، الزبدة بكميات كبيرة، المشروبات الباردة غير الطبيعية، الأرز والمكرونة خصوصا فى الليل وكذلك الشيبسى.•