صباح الخير
جيهان الجوهرى
«مولانا».. بين عبقرية مخرج ومُغامرة مُنتج
عندما أبدأ حديثى عن مخرج العمل فى أى عمل فنى فهذايعنى من وجهة نظرى أنة أهم نجم فى العمل وهذا لايقلل من قيمة المُمثلين بداية من النجم الأول للعمل ونهاية بأصغر ممثل.
أتحدث عن مجدى أحمد على كمخرج لفيلم «مولانا». من قرأ الرواية سيلمس عبقريته فى نقل وجهة نظر مؤلف الرواية إبراهيم عيسى التى تضم 600 صفحة فى شريط سينمائى مدته ساعتان بتكثيف شيق بداية من مُقدمة الفيلم حتى نهايته، ليخرج من قرأ الرواية مُتسائلاً هل تفاصيل الرواية بشخصياتها خصمت من رصيد الفيلم السينمائى؟
لاننكر أن شخصيات إبراهيم عيسى على صفحات رواياته لها بريق نابع من السمات الخاصة لكل شخصية على حدة التى بدورها تكشف للقارئ الخلفية الدرامية لكل شخصية. بمُنتهى التشويق خاصة بالنسبة لتنويعة الشيوخ وأصحاب القنوات الفضائية وبعض رجال السلطة، ولعل ما يؤخذ على الرواية هو الزيادة والتكرار لبعض الأفكار واتجاهات شخصيات الرواية لذلك خرج الذين قرأوا الرواية دون إحساس بعدم ولاء مخرج الفيلم للرواية بسبب عبقريته فى تسليط الضوء على 80% من مضمون الرواية بإيقاع سريع و مُبهر خاصة أن ما لم يشر له فى شريطه السينمائى لم يؤثر مُطلقا على النص الأصلى للرواية.
من المشاهد التى برع أحمد على فى إخراجها بلا ترتيب مشهد إلقاء عمرو سعد كلمته بعد حادث تفجير الكنيسة التى أبكى فيها عمرو سعد بأدائه المُميز مُشاهدى الفيلم، ومشهد لقاء عمرو سعد بأحد رجال الكنيسة «فتحى عبدالوهاب». إحدى مُفاجآت الفيلم الرائعة.
عمرو سعد رغم تألقه بأدوار متنوعة سواء فى السينما أو التليفزيون فإن دور حاتم الشناوى فى فيلم «مولانا» هو الأهم، خاصة أن الشيخ حاتم ليس مثل الشيوخ الذين اعتدنا مشاهدتهم فى الأعمال الفنية فهو شيخ مودرن له جمهوره من جميع الطبقات الاجتماعية، وقد يكون وقحا فى كلامه وخفيف الظل فى ملاحظاته وقد يضعف أمام غواية امرأة كرجل ويعترف لزوجته بنزوة عابرة لذلك نستطيع بضمير مرتاح وضع دور الشيخ حاتم فى «مولانا» بجوار دوره فى فيلم «دُكان شحاتة» الذى جمع بينه وبين النجم الكبير محمود حميدة كأحد أهم دورين فى تاريخه الفنى.
أحمد راتب رحمه الله علية رغم تواجده بمشاهد قليلة للغاية فإنه عبر عن شخصية الشيخ فتحى المعداوى ببراعة ووفقا للمساحة الضئيلة التى حتمتها المُدة الزمنية للفيلم. ويبدو أن معظم جمهور الفيلم قرأ الرواية ما دفعه لينفجر ضحكاً بمجرد سماع اسمه من أحد أبطال الفيلم قبل ظهوره على الشاشة.
لطفى لبيب فى دور خالد أبوحديد تألق بالقدر الذى أتاحته مساحة دوره بالفيلم، وكذلك بيومى فؤاد مُقدم برنامج الشيخ حاتم الشناوى الذى يُدين بالولاء للأجهزة الأمنية.
البطولة النسائية سنجد هناك ظلما واقعا على شخصية دُرة بعد الاضطرار لحذف أجزاء من الخط الدرامى الخاص بها نظرا لمدة الفيلم نفسه ما جعل الكفة تنتصر لصالح ريهام حجاج فهى أساساً وفقاً لرواية إبراهيم عيسى دورها محدود لكن لا يمكن حذفه أو تقليصه وعندما تشحن طاقتها الإبداعية فى دور مؤثرفى الأحداث فهذا لصالحها أكثر.
يبقى الإشارة إلى أن «مولانا» ليس من الأفلام التى تعتمد على حجم نجومية المُمثل على الأفيش بقدر اعتماده على السيناريو والحوار بالإضافة طبعاً لقيمة الرواية الأصلية، وما تحتويه من قضايا جريئة لم أكن أتخيل أنها ستفلت من الرقابة لدرجة جعلتنى أخمن قبل عرض الفيلم تجاريا أن الخط الدرامى الخاص بابن الرئيس السابق وتنصر شقيق زوجته ولقاءات بطل العمل برجال الكنيسة وغيره من الخطوط الدرامية الخاصة برجال السلطة وسقطاتهم سيتم إقصاؤها لكننى فوجئت بشراسة مجدى أحمد على كمخرج مُتمسك بأسخن قضايا الرواية ومُنتج فى حجم محمد العدل لا يتصدى أساساً إلا للأعمال شديدة التميز.•
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف