المساء
أحمد معوض
كلمة ونصف .. أنا بأعشق الطريق!


وجدتها..
الحمدلله.. أخيرا توصلت لحل لمشكلة أرقتني أياما وليالي. طيرت النوم من عيني. ورغم انها مشكلة ليست شخصية. ويعانيها الآلاف بل الملايين من سكان محافظتي القاهرة والجيزة. ولكن ضميري الصحفي يصرخ بداخلي. ويلتهب وينتفخ مثل القولون. الي أن اهتديت الي حل علمي لأزمة المرور الخانقة في شوارع العاصمة.
بمنتهي البساطة. وكما تعودت الحكومة في الشهور الأخيرة. باتخاذ قرارات مصيرية وصعبة مثل تعويم الجنيه وزيادة أسعار الوقود. يوم الخميس ليلا. والشعب مشغول بممارسة واجباته الزوجية. من غسيل صحون. ونشر الهدوم. والمراجعة النهائية للأولاد قبل امتحانات نصف العام. تتخذ الحكومة قرارا وتبدأ في تنفيذه فورا والانتهاء منه قبل الانتهاء من الواجبات المنزلية. والتي يتبعها قطعا فقرة مشاهدة التليفزيون. خاصة برامج +18 التي يقدمها نخبة متميزة من الاعلاميين. يلعبون دورا وطنيا خطيرا في تهميد الشعب!
المهم. القرار يقضي بتفكيك وازالة كل الكباري التي تعبر النيل من محافظة الجيزة الي القاهرة والعكس وهي: 6 أكتوبر و15 مايو والجامعة والعباس وقصر النيل والساحل. وبذلك نضمن أن سكان القاهرة في القاهرة وسكان الجيزة في الجيزة الي الأبد. ومن يريد تغيير الواقع. فعليه بالمغامرة. إما يعتمد علي نفسه ويلبس مايوه ويأخذها عوم. أو يستأجر قاربا صغيرا له ولزوجته اذا كانت تعمل معه في المحافظة نفسها!
فكرة عبقرية.. صح؟!
***
عزيزي القاريء. من فضلك لا تحسدني. ولا تقل في بالك انني أخيرا سأستطيع أن أخلد الي النوم في هدوء بعد أن وجدت حلا لأزمة المرور في العاصمة. فلا تزال هناك مشكلة. لم أصل بخصوصها الي حلول حتي الآن. وهي مشكلة الطريق الدائري. ومشكلتي معه ليست في الزحام الذي طغي علي كافة محاوره. من أكتوبر للمنيب ومن المنيب الي التجمع ومن التجمع للمرج ومن المرج للطريق الزراعي ومن الطريق الزراعي للمحور ومن المحور للطريق الصحراوي!!
مشكلتي في العشرة التي تنشأ بيني وبين قائدي السيارات المجاورة خلال فترة الحبس الجماعي التي نعيشها. نتبادل النظرات. وآهات الانتظار. وقد يرفع أحدنا صوت المذياع ليشارك الطرف الآخر ما يسمعه من أغان أو عناوين الأخبار. ساعات طويلة ونحن علي نفس الحال.
أما أكثر ما يحز في نفسي خلال هذا الموقف. انه عندما يفتح الطريق. يفارق الصديق. دون أن نتبادل أرقام التليفونات أو حسابات الفيس بوك.
وهنا ينطلق صوت الجميلة نجاة علي إذاعة نجوم إف إم: "أنا بأعشق الطريق. لأنه فيه لقانا وفرحنا وشقانا. وفيه ضاع الصديق. أنا بأعشق الطريق".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف