سمير الجمل
سألوني الناس .. الدكتور عبدالقادر "تاكازاكي".. رئيسا للوزراء!!
** قلت ان الحكومة في وقتنا الحالي تحتاج رئيس وزراء من نوعية "الدكتور عبدالقادر تاكازاكي" وهو اسم لم نسمع به لا من قريب ولا من بعيد.. ياتري ايه حكايته ومن هو؟
* هي ليست فزورة.. ولكني سأحتفظ باسم الرجل إلي نهاية كلامي.. وبالمناسبة هو ليس جديدا علي المنصب وقد تولاه فيما عرف بحكومة الحرب قبل أكتوبر 1973 واستطاع ان يحشد البلد كله لهذا الحدث العظيم وان يولي الجميع وجهه شطر جبهة القتال حيث لا صوت يعلو علي صوت المعركة.. وقد كنا نحاربها جميعا بالصف الواحد ضد عدو نعرفه ونراه أمامنا.. لكن في الوقت الحالي العدو يعيش بيننا ويأكل من نفس اللقمة.. بخلاف اعداء الخارج وما أكثرهم ناهيك عن حروب الشائعات والأكاذيب من أجهزة إعلام ومواقع تواصل.. سلاحها الاحباط وبث روح الفرقة والانقسام وعندما نشر محمد حسنين هيكل مقالته الشهيرة التي قالت بأن العبور هو من رابع المستحيلات.. هنا تجلت خبرة الرجل الذي درس الإعلام والاقتصاد وفنون العلوم العسكرية والحقوق.. واستثمر المقال في خداع العدو وصناعة المفاجأة في الضربات الأولي التي حققت للقوات المصرية السيادة والانتصار وهو لذلك يري ان الهجوم والتطاول علي الجيش خطيئة وخيانة فهو حامي الحمي.. والإعلام دائما وأبدا يجب ان يكون علي نفس الموجة مع ما يمر به الوطن وما تحيط به من مؤامرات ما ظهر منها وما بطن.. وعندما طلب مبلغ 200 ألف جنيه عام 1948 لكي يظهر التليفزيون في مصر.. اعترض مجلس الوزراء واعتبرها وزراء المجموعة الاقتصادية رفاهية لا طائل منها.. وعندما أسس معمار مبني ماسبيرو بـ 80 ألفا فقط سأله جمال عبدالناصر كيف فعلت هذا بالمبلغ القليل كان رده جاهزا: فتحت باب الحجز لأجهزة التليفزيون للجمهور وكان مقدم القسط خمسة جنيهات فقط وفي يوم واحد تقدم 80 ألفا وتوفرت 400 ألف جنيه.. وكم من مرة استثمر الرجل علاقته الوطيدة والمحترمة مع اليابانيين مما جعلهم يساعدون في بناء الأوبرا ومستشفي أطفال أبوالريش ومشروع الحديد بالدخيلة وتطهير قناة السويس وتوسيعها وفتحها للملاحة بعد أكتوبر ..73 وعرضوا عليه كنوع من المكافأة ان يصبح وكيلا لشركة هوندا للسيارات وكانوا يقدمون لبعض السياسيين مكافآت خاصة يتم وضعها لهم في حسابات خاصة بسويسرا.. ولكنه رفض كل هذا بشكل قاطع كما رفع 70 ألف جنيه قيمة حصيلته من اعلانات الأهرام عندما كان رئيسا لمجلس ادارتها وقال: هذا المال من حق الذين جلبوا الاعلانات حتي لو كانت هذه المخصصات رسمية وشرعية.. كما رفض مكافأة معاشه من الحكومة "80 ألفا" وعندما عاد إلي بيته وجد في انتظاره خطابا من لندن بداخله "شيكا" من ناشر كتبه بنفس المبلغ الذي رفضه وتوضأ وصلي وشكر ربه الذي انعم عليه بنعمة العفاف في ذمته المالية وفي لسانه حيث لم يتم ضبطه طوال انشغاله بالعمل العام لأكثر من 45 عاما يقول كلمة سيئة في حق أحد.. سواء في حضوره أو غيابه.
انه الرجل الذي جمع بين وزارات الثقافة والسياحة والإعلام وهو يراهن دائما علي شعب مصر في الشدائد حيث لم ترتكب جريمة واحدة في فترة حرب 73 وقد زامل جمال عبدالناصر في المدرسة الابتدائية وحصل علي قلادة النيل مرتين من ناصر والسادات ولذلك اعتذر لمبارك عن عدم قبولها للمرة الثالثة.. وهو إلي جانب إنشاء التليفزيون صاحب الفضل في النهضة المسرحية والسينمائية في الستينيات ومؤسس إذاعة القرآن الكريم وصاحب فكرة إنشاء وزارة السياحة ومعها بني 45 فندقا وساهم في إنقاذ معبد أبوسمبل وأسس المجالس القومية المتخصصة "عقل مصر" ومن خبراء هذه المجالس جري اختيار 38 وزيرا ورئيسا للوزراء وكم من أفكار تحولت إلي مشاريع قوانين وقال: لا تبيعوا الأرض للمستثمرين لكن امنحوهم حق الانتفاع.. ومن أفكاره تأسس البنك المركزي.
اكلمكم ايها السادة عن صاحب أهم المؤلفات والتي زادت علي 37 كتابا وموسوعة وحصل علي أربعين وساما من أهم دول العالم وكانت وصيته الأخيرة: ايها الشباب حافظوا علي قواتكم المسلحة فهي درعكم وسندكم انها فخركم وفخر الأمة العربية.
* الآن يمكنني ان اكشف عن اسم الرجل وهو الدكتور عبدالقادر حاتم الذي رفض اطلاق اسمه علي الشارع الذي يسكنه وقال أولي بهذا الاسم أحد الشهداء وقد قلت عبدالقادر "تاكازاكي" لأنه أحب اليابان واحبته.. فقد كان مثلهم قانونه ان يعمل بكل اخلاص.. لأن شغله دليل محبته واحترامه لنفسه ووطنه.. وقبل كل هذا وبعده دليل إيمانه بالله سبحانه وتعالي.. لأن العمل عبادة.