نبيل فكرى
مساء الأمل .. نهي غالي والتعليم العالي
كيف تكتب حين تكتب؟.. يعني لو زعلان من حد. وأردت أن تكتب عنه. ما هي حدودك.. طب لو مستاء من وضع وأردت أن تكتب عن هذا الوضع.. ما هي حدودك؟ ولو كانت لك حدود. من يضمن لك أن للآخرين حدوداً. ولو كان قريب لك في أزمة أو محنة. وأنت تعلم الكثير عنه.. عن أخلاقه وعن تربيته وأصله الطيب وكفاحه المشرف.. هل تسانده أم لا. وإن ساندته.. كيف بإمكانك أن تضع تلك الروابط جانباً فتنسي الدم والخال والعم. وتكتب كما يدعون بحيادية لن تأتي أبداً مهما تنظر المتنظرون.
الدكتورة نهي غالي مدرس الإعلام بكلية الآداب بجامعة دمنهور.. من بيت أخوالي ولي الشرف. ولا تدرون قيمة أخوالي عندي. فمنهم أمي. وهم في القلب يسبقون من سواهم.. الأهم أنني أعرف بيتها الطيب وأعرف مسيرة كفاحها التي باتت حكاية في ربوع عائلة "الأخوال" وعلمها ليس في انتظار شهادتي فهو ما وصل بها إلي الدرجة العلمية التي استحقت بها منصبها. وفي مؤتمر البحيرة للشباب كانت متحدثة في ورشة الإعلام والصحافة. والحقيقة أن القائمين لم يستثمروا مشاركتها كما يجب. فمثلها يستحق وحده مؤتمراً. غير أن ضيق الوقت حال دون الاستفادة الكاملة من طرحها ومما لديها من رؤي وحلول للكثير من المعضلات الإعلامية.
الدكتورة نهي غالي تواجه اليوم حرباً تأخذ صوراً وأشكالاً شتي. ولا شك أن الفتاة المغرقة في المصرية. لم تتصور أن يأتي يوم تري فيه تبدل الأمور بين عشية وضحاها. عاجزة عن ملاحقة النوازع والهوي والمحبة والخصومة.
لست في معرض الحديث عن شأن قانوني. فإن كان هناك شيء من هذا القبيل. فهي قادرة ومن خلفها أهلها وأهلي علي مجابهته ومواجهته. لكنني أخشي في غمرة تلك المعاناة أن تفقد الدكتورة نهي غالي إيمانها بأن هناك ما يستحق بعد.. أخشي أن تسقط في معركة هي ليست لها.. لا تملك أدواتها وليست كأطرافها.. أخشي أن تأخذها تلك المعارك لطريق بعيد عما يجب أن تسير فيه. فمكانها المدرج وقاعة المحاضرات.
كنت قد عزمت علي عدم الكتابة عن جامعة دمنهور مجدداً لكنني لا أدري متي تبقي الأمور فيها شائكة بهذا الشكل. فبعد حكاية اللائحة الجديدة لكلية الآداب. والتي طبقت في النهاية. ها هي شعبة الإعلام تواجه أزمة تم الزج فيها باسم الدكتورة نهي غالي والتطاول علي شخصها والتشكيك في ذمتها الناصعة. بدعوي مخالفة شروط الالتحاق بالقسم. رغم أن كل الأوراق المتداولة منذ بداية العام تؤكد أن الشروط السابقة تم إلغاؤها عن طريق مجلس أعلي من مجلس القسم. وهو مجلس شئون التعليم والطلاب. وفي شكوي سابقة منذ شهرين وبعد تحري الأحداث تم حفظ التحقيق.. واليوم يتجدد الصراع من جديد. ولا أحد يدري لمصلحة من؟
الآن.. الآن يا سادة.. الآن وقد مضت حتي الامتحانات. الآن والفصل الدراسي الأول قد انتهي.. الآن وهناك مجلس قسم ومجلس جامعة وشئون تعليم وطلاب.. الآن باتت نهي غالي هي المسئولة.. هل قرارات كتلك فردية أم لها ضوابط؟.. تلك الشهور التي مضت هل كان معلوماً فيها الخلل لو كان هناك خلل أم أن التصيد هو سمة الأيام الجديدة؟ ومن كان علي الهوي "بلعنا من أجله الزلط" ومن كرهناه تصيدنا له "الغلط".
رفقاً بأنفسكم وببلدكم يا سادة.. حتي لو اختلفتم لا تكرهوا بعضكم.. حتي لو تقاضيتم لا تنصبوا أنفسكم قضاة وقد لجأتم إلي القاضي وثقوا أن في السماء أعدل القضاة.
ما قبل الصباح:
الفاسد الذي لا يتواري يستحق ما يحيق به.. قدره أن يكابر ويجاهر لينكشف المستور.