مصر ذات السبعة آلاف سنة حضارة، كيف لها أن تُنجب أبناء بمثل هذا المستوي من التدني والإنحطاط في الإسلوب والذي يتجلي فيما يقدمه أو يكتبه بعض الإعلاميين خاصة مذيعي التوك شو والذين لا يتورعون عن إنتهاك خصوصيات الناس وكشف عوراتهم بالإضافة إلي التشهير بهم وإبتزازهم وكذلك التأليب والتهييج عليهم أوتحفيز المسئولين ضدهم، وفي هذا السياق لا ننسي لبعضهم الكلام العنصري والفاشي واللا إنساني ضد الآخر والذي من خلاله ناشدوا الرئيس بكلمات مثل "إفرمهم، إقتلهم وإعدمهم وإحرقهم وإسحقهم" وغيرها الكثير، وذلك الكلام لا يخرج سوي ممن لديهم تقرحات وعقد نفسية بالإضافة للكم الهائل من الحقد والغل وكراهية الخصوم، والذي يتماشي مع إستهجان الشاعر المصري لما كان يفعله أمثالهم، حيث قال "لا أدري كيف ترعرع في وادينا الطيب هذا القدر من السفلة والأوغاد". ذكرت صحيفة الشروق في عددها اليوم 19/1 خبران، أحدهما يقول علي لسان المذيع أحمد موسي من خلال برنامجه "علي مسئوليتي" بفضائية "صدي البلد" من أن "أبو تريكة مش هيرجع، ولو رجع هينقبض عليه في المطار وهيفضل قاعد برة، وموزة هتعمله قناة"، هل هذا أسلوب مصري ذو السبعة آلاف سنة حضارة؟ لا تعليق لي أكثر مما قاله الكاتب الجليل "خالد محمد خالد" رحمه الله بأن "الإنحطاط الخلقي إبن شرعي للإنحطاط العقلي"، وأتعجب كثيراً لأن أمثال هؤلاء الإعلاميين والذي ورطوا النظام في أكثر من موقف وأحرجه أمام الناس، بل أمام العالم، ما زالت بعض الجهات تحوطهم برعايتها وأمنها. الخبر الثاني الذي ذدكرته الصحيفة عن أن مجلس النواب الإيطالي قد أعلن عن منحة قيمتها ثلاثة وأربعون ألف يورو لتغطية نفقات طالب مصري الجنسية عمره ستة عشرة عاماً بحيث يدرس للمرحلة الثانوية في نفس المدرسة التي كان يدرس بها "ريجيني" قبل إلتحاقه بجامعة كامبريدج البريطانية، والذي وجد مقتولاً تحت التعذيب-كما ذكرت التقارير والصحف- علي إحدي الطرق السريعة في مصر ، لذا أتعجب من كم الإحراج الذي شعرت به وتملكتني الغيرة علي بلدي ذات الحضارة العريقة، كيف لنا أن نتصرف مثلهم بمثل هذا التسامح ومستوي الرقي والسمو في موقهم هذا-حتي وإن كان ظاهرياً-فمن شأن تلك السلوكيات أن تًظهرهم أمام العالم شعوب متحضرة ومتسامحة وتقبل الآخر، ونحن عندنا من حضارتنا وفي ديننا ما يدعونا لفعل ذلك، لكن الأسوأ عندنا وللغرابة هو الأعلي صوتا!!!.