عماد عبد الراضى
تسريبات البرادعى تبرئ المشير طنطاوى
عندى يقين لم تزعزعه الأيام أن المشير محمد حسين طنطاوى هو أحد أبطال المرحلة الحالية من تاريخ مصر، وأن الله سبحانه وتعالى قد أراد لمصر أن تعبر مرحلة الفوضى التى كادت أن تغرق فيها بعد أحداث يناير بثبات قلب هذا الرجل، وتحمله ما لا يتحمله بشر.
هكذا كنت أجيب على أى شخص يسألنى عن رأيى فى المشير طنطاوى، سواء خلال فترة تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة دفة الأمور فى مصر، أو خلال حكم الإخوان، أو فى المرحلة الحالية.
ومما تحمله المشير طنطاوى، تلك الاتهامات التى وجهها له راغبو الفوضى، عندما ادعوا أنه يسعى لشغل مقعد رئيس البلاد، ووصل الأمر إلى اتهام كل من يدافع عنه بالخيانة، ورغم ذلك فقد تحمل الرجل، وعبر بالبلاد مرحلة كان يمكن، لو لم يقف الجيش فيها ضد مخططات الموتورين، أن تسبح مصر فى بحر من الدماء.
لماذا أتحدث فى هذا الأمر الآن؟
الحقيقة أن البرادعى قدم، دون قصد، دليل براءة المشير طنطاوى من التهمة التى أرادوا إلصاقها به، ألا وهى محاولة الاستيلاء على الحكم، فمن بين المكالمات المسربة للبرادعى مكالمة بينه بين شخص يدعى "دان" عرَّفه الزميل أحمد موسى بأنه مسئول المخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط، ولفت نظرى بشدة ترديد البرادعى أكثر من مرة أن الجيش يريد ترك الحكم، وتأكيده أنه لا يريد أن يستمر فى السلطة أكثر من ستة أشهر، حتى إنه قال من بين ما قال: إنهم يريدون أن يتركوا كرة النار من بين أيديهم ويلقوا بها إلى أى شخص، وأكد أكثر من مرة بقوله "فعلا" أنهم يسعون فقط لإعادة البلاد إلى وضعها الطبيعى، والتغلب على المشكلات الاقتصادية وإعادة الأمن، ووصل الأمر به إلى القول: إننا لو استطعنا أن نعيد للبلاد جزءا من شكل الحياة الطبيعى فسيرحلون بالفعل لأنهم لا يريدون البقاء فى الحكم أكثر من ستة أشهر.
واعترف البرادعى، فى مكالمته، بالجهود التى يبذلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة لحل المشكلات الاقتصادية، وإعادة الأمن للشارع المصرى، وأكد أن ذلك هو شغلهم الشاغل، والأدهى أنه طلب من هذا الـ"دان" مساعدة المجلس فى ملفى الاقتصاد والأمن لكى يتمكن من الخروج من السلطة فى الوقت المحدد.. كل ذلك يشير بوضوح إلى ثقة البرادعى فى أن وعود المشير طنطاوى بنقل السلطة حقيقية، وأن الاتهامات التى وجهت له كانت كذبا وافتراء.
ويحق لنا الآن أن نتساءل: كيف حال الثورجية وأيقونة نكستهم يدحض افتراءاتهم بحق المشير؟ّ! ولِم لَم يخرج البرادعى وقتها ويكذب هذه الاتهامات، ويؤكد لهم ما أكده لصديقه الأمريكى من صدق نية المجلس فى ترك السلطة وعدم التشبث بها؟!.. والأهم أننا نزداد يقينا أن الجيش المصرى سيبقى هو البطل الأول وإن رغمت أنوف الخونة.