شكرى القاضى
استجواب الرئيس.. التحقيق مع صدام حسين
** استمتعت للغاية بعرض شيق لكتاب تناول كواليس التحقيقات مع القائد العربي الراحل صدام حسين.. مؤلف الكتاب هو ضابط الاستخبارات الأمريكي جون نيكسون الذي كلف باستجواب الرئيس في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في مارس عام ..2003 الكتاب الذي صدر مؤخراً في العاصمة البريطانية تحت عنوان "استجواب الرئيس.. التحقيق مع صدام حسين" لا يقتصر فقط علي محتوي التحقيقات والجلسات الطويلة بين الرئيس صدام ورجل المخابرات الأمريكي عند اعتقاله يوم الثالث عشر من ديسمبر عام 2003 بعد نحو تسعة أشهر علي الغزو الأمريكي للعراق. فقد كان نيكسون معروفاً بأنه "المرجع" في شخصية صدام. حيث درس نيكسون التاريخ الشخصي والعائلي للرئيس صدام. كما درس علاقاته وأفكاره وسنوات حكمه. وتكمن أهمية الكتاب في الاعتراف بجريمة العصر المتمثلة في قتل وجرح مليون عراقي وتدمير البنية التحتية لبلاد الرافدين. وتبرئة الرئيس العراقي صدام حسين من جرائم الحرب المزعومة المنسوبة إليه. فقد كان صدام هو الحارس الأمين للبوابة الشرقية للأمة العربية. وحامي السنة المسلمين في العراق من النفوذ الإيراني. ولذا تصبح التحية واجبة لذلك الضابط الأمريكي الذي سجل شهادته في كتابه المذكور. مؤكداً بشكل قاطع بأن الغزو الأمريكي للعراق كان كارثة علي العراق. والشرق الأوسط. فالعراق اليوم في وضع أسوأ بما لا يقاس عليه خلال سنوات حكم صدام- المخيفة- علي حد تعبيره. وأن الرئيس صدام لو كان حياً لكان العراق والشرق الأوسط إجمالاً أكثر أمناً واستقراراً.
** دعونا من تلك الديمقراطية المزعومة التي تتشدق بها الولايات المتحدة الأمريكية لخنق الشعوب. واغتيال الحكام. ولو استجاب الرئيس صدام لرغبة جورج بوش- الابن- بالتوقيع علي بيان إذعان يخاطب الشعب العراقي من خلاله بعدم التعرض للقوات الأمريكية. لو فعل ذلك لكتب بتوقيعه شهادة وفاة تلك الأمة العظيمة. ولكنه صمد صمود الأبطال أمام الغزاة ورفض التوقيع علي البيان قائلاً: "كرامتي تمنعني حتي من قراءته" فقد كان الرئيس صدام يعتبر أن عملية استجوابه. بامتداد ما يقرب من عام فرصة لا تتكرر للإدلاء بشهادته للتاريخ. فقد قدم جون نيكسون تقريره للرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن مؤكداً أن التحقيقات المطولة مع الرئيس صدام قد أثبتت خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل رغم تفعيل كافة الأساليب المخابراتية مع الرئيس صدام لانتزاع اعترافه بملكية أسلحة دمار شامل. وطبقاً لشهادة جون نيكسون التي قدمها في تقريره للبيت الأبيض يوم الثالث عشر من يناير عام 2004. فإن الرئيس صدام قد تمسك بعدم ملكية العراق لأسلحة دمار شامل. أو لأي برامج نووية. وأنه أمام سيل الأسئلة المتلاحقة. فيما يتعلق بهذا الشأن قد رد بإجابة قاطعة مانعة قائلاً: لقد عثرتم علي خائن يوصلكم لصدام حسين. أليس لديكم خائن آخر يكشف عن مكان أسلحة الدمار الشامل.
** وتقتضي الأمانة الصحفية أن نتوقف أمام الترجمة الحرفية للكاتبة الصحفية الأستاذة منال لطفي التي عرضت لهذا الكتاب- الوثيقة- علي لسان رجل الاستخبارات الأمريكية الذي تولي استجواب الرئيس صدام.
يقول جون نيكسون إنه كان يشعر بالصدمة مع كل جلسة مع صدام حسين. فقد تيقن أن المعلومات التي تملكها المخابرات الأمريكية عن صدام حسين لم تكن ماثلة للحقيقة. وينبغي أن أقول إن صدام كان أكثر الشخصيات التي قابلتها في حياتي- كاريزمية- أعني أنه كان عندما يدخل الغرفة وهو "سجين" تشعر بتغير الأجواء. لكن الطريقة التي تم بها الإعدام كانت مرعبة.. كان الأمر بشعاً..!