الوطن
رامى جلال عامر
«إسحاق نيوتن» رئيساً لمصر
من الطبيعى أن توجد القوانين لتنظيم الأمور، ولكن هل يمكن للقوانين الفيزيائية أن تحكم حياتنا الاجتماعية؛ أظن ذلك.. فمن الواضح أن «لكل فعل رد فعل»، وأن «الضغط يولد الانفجار»، ولكن القوانين العلمية تؤثر أكثر من ذلك بكثير.. فحين وضع العالم الألمانى «جورج أوم» قانونه الفيزيائى الشهير المعروف باسمه، لم يكن يعرف أنه سيُطبق فى مصر، ليس فى الكهرباء، ولكن فى السياسة! فـ «فرق الجهد» الذى يبنى المجتمعات يساوى حاصل (ضرب) «شدة التيار» الدينى فى «المقاومة» المدنية.. وهذا التيار المتشدد مثل الغاز فى قانون العالم الإنجليزى «بويل» الذى اكتشف أن «حجم الغاز يقل بزيادة الضغط الواقع عليه». وهذا التيار يعمل كذلك بطريقة «الفيروس» الذى يحيا فى كمون وينشط فقط حينما يضعف الجسد (وهذا قانون علمى آخر).

قانون نيوتن الأول يفيد بأن «الجسم الساكن يبقى ساكناً والجسم المتحرك، بسرعة منتظمة، يبقى كذلك ما لم تؤثر عليه قوة». وهذا يشبه فكرة تقدم الشعوب، فالأمة التى تتقدم ستظل كذلك ما لم تؤثر عليها قوى خارجية (تذكر تجربتى محمد على وجمال عبدالناصر)، والأمم التى تتأخر سوف تظل كذلك ما لم تتوافر إرادة العمل (تذكر تجربتى مهاتير محمد ولى كوان).

أما القانون الثانى للديناميكا الحرارية فينص على أنه «لا يمكن انتقال الحرارة من مكان بارد إلى آخر ساخن دون الحاجة إلى بذل شغل خارجى».. وفى بلداننا، فى معظم الأحيان، لا ننتقل من برودة الديكتاتورية إلى سخونة الديمقراطية، بمعناها الشكلى المعتاد عندنا، إلا إذا تم بذل شغل خارجى علينا.

فى الإعلام، فقد تناسبه فرضية العالم الفرنسى «دى براولى»، وهى تفيد بأن: «الجسيمات المادية يكون لها موجة طولها يتناسب عكسياً مع كمية حركتها»،. وهذا واقع لدينا؛ فكائن بشرى واحد يجلس فى استديو أمام كاميرا ودون حركة تذكر تخرج منه موجة طولها تدخل كل بيت حاملة الأعاجيب.

أما قانون انعكاس الصوت فيفيد بأن الموجة الصوتية ترتد من حاجز صلب إلى نقطة انطلاقها محدثة صدى صوت تسمعه الأذن البشرية تحت ظروف معينة.. فى مصر ينطبق هذا على صوت الزعيم، الذى ما إن ينطق حتى يرتطم صوته بمنصات إعلامية تعيد ترديد كلماته دوماً وتوحى بأنها أقرب الحواجز له. ومن الصوت إلى الضوء نجد أن الأفكار التنويرية تنطبق عليها قوانين الانكسار والانعكاس؛ فالتنوير ضوء يصطدم بسطح المجتمع، فلو كان هذا السطح معتماً فلن تنفذ منه أية أشعة (أفغانستان)، وبالتالى وجبت الحلول الناعمة بتنظيف هذا السطح، أو الحلول الخشنة بإحداث ثقب فيه، أما لو كان السطح شفافاً فهو يقبل كل الأشعة ويتعايش معها (أوروبا)، أما السطح المرآة فسوف تنعكس عنه كل الأضواء، وسيعكس صورة من يقف أمامه مقلداً له تقليداً أعمى دون التعمق فى أى فكرة، ويشعر المجتمع المرآة بالتغيير الوهمى من فترة لأخرى لأن مرآته تكون أحياناً مُكبرة أو مُصغرة، بينما الحقيقة أنها تظل دوماً مرآة لا ينفذ منها الضوء إلا إذا تم تكسيرها أو على الأقل خدشها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف