** الجزء الثاني من حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث حمل عدة رسائل مهمة يجب التوقف عندها.. خاصة تلك التي تتعلق بمواجهة الإرهاب سواء في مصر أو في المنطقة.
أما الرسالة الثانية فكانت خاصة بتسليح القوات المسلحة وزيادة قدراتها وكفاءاتها للحفاظ علي أمن مصر وحماية أراضيها وشعبها..والرسالة الثالثة كانت خاصة بالإعلام والدور الذي يجب أن يلعبه في مرحلة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث والرسالة الرابعة وهي بالغة الأهمية ـ في نظري ـ لأنها تحمل ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسي بما تحقق علي أرض مصر من إنجازات كما أنها تحدد أولويات الرئيس السيسي في المرحلة القادمة.
الرسالة الأولي التي تتعلق بالإرهاب نجدها في إجابة الرئيس عبدالفتاح السيسي عن السؤال حول كيف تسير الحرب ضد الإرهاب.. وهل هناك تغيير منتظر في أسلوب المواجهة لسرعة تصفية هذه البؤر..؟!
لقد أجاب الرئيس عن هذين السؤالين قائلاً: "إن الحرب علي الإرهاب أو في المنطقة هي حرب ضروس لا تقل عن الحرب التقليدية بل أشد.. فالحرب النظامية لها وسائل محددة.. لكن الإرهاب غير معروف مكانه ولا توقيته ووسائله غير محددة.. وفي هذه الحرب ضد الإرهاب التي يزيد عمرها علي "3" سنوات ونصف السنة لم يشعر بها الشعب علي غير ما كان أثناء حرب الاستنزاف حين توقفت التنمية وكانت كل الموارد مكدسة للحرب أما في حربنا هذه فلم يحدث شيء من هذا حتي بالنسبة للحشد الإعلامي الذي يصاحب الحروب فيكفي أن المصريين يدفعون ثمن الحرب من دماء أبنائهم ولو كنا جعلناهم يعيشون حالة الحرب وما يحدث في سيناء كل يوم.. لتأثرت المعنويات خاصة أن التغطية الإعلامية تتابع الحروب لحظياً.. أما عن نجاحنا في الحروب علي الإرهاب فنحن ناجحون مفيش كلام.. وارجعوا إلي ما يكتبه العالم في هذا الشأن وبالنسبة للمواجهة من جانبنا فهي متطورة وتتغير بتغير أساليب جماعات الإرهاب.. لكن حجم ما هو موجود الآن لا يقارن بما كان موجوداً منذ عامين ونصف العام. كانت الاعداد بالآلاف من المسلحين وكانت لديهم بنية أساسية من مخازن سلاح وذخيرة وملاجيء وأشياء كثيرة لا يعرفها أحد. وقمنا بتدميرها وحرصنا علي ألا نثير فزع المصريين أكثر مما يجب ويكفي الثمن وهو الدماء ففي أثناء حرب الاستنزاف لم يكن أحد ينكر حجم الخسائر ولم يسمع أحد بالجنازات.. وانني أسأل هل يا تري يذهب المواطنون إلي المصابين في المستشفيات مثلما كان يحدث أثناء حرب ..1973 انني واحد من الناس أذهب وأسرتي للمصابين دون إعلان.. وهناك كثيرون يفعلون ذلك.. لكن هل نقوم بهذا الدور كما يجب لنشعرهم بأننا معهم. ونشعر أسرهم باهتمامنا بابنهم البطل المصاب؟! هل طرح أحد من الإعلاميين مبادرة للتواصل مع المصابين في المستشفيات أو بعد خروجهم منها؟!
وفي إجابته عن سؤال حول تسليح الجيش المصري ولماذا الاسطول الجنوبي؟ قال الرئيس عبدالفتاح السيسي بكل ثقة بالنفس "الأمن القومي العربي في حالة انكشاف أدي إلي فراغ كبير أغري منظمات متطرفة بالسعي لملء الفراغ هي وقوي اقليمية في المنطقة لذا كان لابد أن تتلاءم جهودنا وتتوازي مع هذا التحدي لملء الفراغ وتحقيق توازن القوي والأسطول الجنوبي معني بالبحر الأحمر بدءاً من باب المندب حتي شمال بورسعيد ولابد أن يكون تحت سيطرتنا.. وبالتالي تغيرت الفكرة العملياتية أو استخدام القوات لتأمين البحر.
وأقول: اطمئنوا علي قواتنا المسلحة.. وتجهيزنا لجيش هدفه تأمين أراضينا وحماية الأمن القومي العربي.. وأبداً ليس موجهاً ضد أحد. فنحن لدينا ثوابت قوامها أننا لا نهدد أحداً وليست لدينا تطلعات ولا ننجرف إلي مغامرات.
وحول أولوياته في العام ونصف العام المتبقية من مدة رئاسته؟ قال الرئيس السيسي: "إن أولوياتي هي مصر وشعبها.. هذا هو التحدي سواء في النهوض بالتعليم أو الصحة أو تعميق الوعي أو تعزيز الأمن أو الارتقاء بالاقتصاد ومعيشة المواطنين".
وفي إجابته عن الشأن الداخلي وماذا يود قوله للشعب المصري؟
قال الرئيس السيسي: "أقول إن الثأر من القتل والتخريب يؤخذ بالبناء والتعمير والنجاح.. وأمامنا مثال كل من ألمانيا واليابان.. أقول إن من يرفع في وجهنا السلاح سنواجهه بالسلاح. لكن النجاح الحقيقي والانتصار الحقيقي هو بالحفاظ علي سلامة نسيج المجتمع وبناء البيت وتعميره".
أقول للمصريين: "بكرة تشوفوا فلابد أن يأتينا الخير كله وكل الأمل في الله أن يعيننا ويجزي الشعب علي صبره".
لقد اتسم حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي رؤساء تحرير الصحف القومية الصباحية الثلاث بالتفاؤل التام بالمستقبل القريب والبعيد لمواجهة الادعياء ويجب علينا جميعاً أن ننظر بتركيز شديد علي الايجابيات التي تعطينا الأمل في غد أفضل ومشرق فنحن نمر بمرحلة صعبة للغاية تحتاج بالفعل إلي تكاتف وتعاون الجميع وبخاصة إلي إعلام يناقش المشكلات مع البحث عن حلولها.. لا أن يركزفقط علي السلبيات ويبرزها.. لابد من تغيير الرسالة الإعلامية لتتناسب مع المرحلة التي نعيشها لمواجهة التحديات والصعاب لنعبر إلي بر الأمان والسلام.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر