المساء
حسن حامد
كارثة قطاع الدواء
يمكن أن أصدق أن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر المولود في مثل هذه الأيام وبالتحديد في 15 يناير 1918 كان يقود ثورة 1919 وعمره يا دوب عام واحد. ويمكن أن أصدق أن السبب الوحيد الذي جعل سعر طبق البيض يصل إلي 34 حنيها هو أن والدته الفرخة كانت تبيضه في ولادة قيصرية وليست طبيعية. وربما أصدق أن المرتبة الاسفنج يمكن أن تفرغ هواءها خلال الليل لأجد نفسي نائما عند الصباح علي الأرض. ويمكن أن أصدق أن وزارة التموين ستعيد فعلا الأسماء المحذوفة من بطاقات التموين.
هذا كله وارد. لكن أن أصدق أني أتناول كل شهر دواء بديلا عن الدواء الذي اعتدت عليه لعلاج مرضي المزمن بسبب نقص الدواء في الأسواق فهذا ما لا يمكن أن أصدقه. وذهبت إلي جاري الصيدلي الدكتور احمد الحناوي من جديد لأسأله: هل صحيح ان الصيادلة ضحكوا علي الحكومة ولم يلتزموا بقرار رئيس الوزراء وباعوا الأدوية بالأسعار الجديدة قبل أول فبراير؟
أجابني حزينا: ما يحدث علي مستوي قطاع الدواء كارثة بكل المقاييس. علي المواطن وعلي الصيدلي. فهناك من بدأ البيع بالفعل بالأسعار الجديدة لأنه اشتري الكثير من الأصناف التي انتهت عنده بالأسعار الجديدة. وعلي سبيل المثال الدواء الذي كان سعره 10 جنيهات أصبح سعره بعد الزيادة الجديدة 15 جنيها. لأن الزيادة 50% علي الدواء المصنع محليا و40% علي الدواء المستودر. وفي كليهما الزيادة كبيرة لا يتحملها المريض.
وأضاف: يمكن إذا لم يكن معك فلوس لتشتري الفراولة أن تمتنع عن أكل الفراولة ومن لم يجد فلوسا ليشتري بها اللحمة سوف يمتنع عن أكل اللحمة. لكن إذا لم تجد لديك ثمن الدواء فماذا أنت فاعل؟ الإنسان يتناول الدواء مضطرا. ناهيك عن الألم الذي يعانيه ويشعر به. وهذه هي الكارثة بالنسبة للمريض.
قلت له: يا دكتور القرار الذي صدر اختص بتحريك أسعار 20% فقط من الأدوية. يعني ممكن الأصناف الأخري توازن المسألة. قال: نحن لدينا نحو 12 ألف صنف دواء. وتمثل النسبة التي قررتها الحكومة نحو 3 آلاف صنف. وهي الأصناف التي نعمل عليها وباقي الـ 9 آلاف صنف غير مستعملة وليس عليها طلب. يعني زيادة الأسعار بنسبة 50% طال كل أنواع وأصناف الدواء الذي يستخدمه المريض. يعني زيادة السعر تمت علي كل أنواع الأدوية بنسبة مائة في المائة.
قلت: ما الحل الآن؟ قال لا بديل عن أن تتحمل الحكومة فارق سعر الدولار بالنسبة لقطاع الدواء كما تحملته بالنسبة لشركات المقاولات. والدواء أولي. يعني تحاسب علي السعر القديم للدولار بـ 8 جنيهات مثلا. قلت: أنا أفكر عن نفسي أن أكثر من صلاة التهجد. فقد سمعت أن قيام الليل يطرد الداء من الجسد. وسيكون ذلك بديلا جيدا لتعاطي الدواء. وأن أكثر من تناول السمك. لأنه الغذاء الوحيد الذي لا يصاب بالأمراض.
وفي استجابة سريعة نادتني ولاء بنت أختي بصوت عال وهي تلقي السمك في الطاسة دون زيت لأن سعره وصل 34 جنيها: الحقني يا خالوا الفيش.. بيوش.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف