للصبر حدود.. أغنية أم كلثوم كانت معنية بحدود الصبر علي المحبوب.. كلمات الشاعر عبدالوهاب محمد أعطت انذاراً حربيا بأنه طالما وجدت الحدود فهي قابلة للسكر.. ودع كوكب الشرق تنعي قسوة الحبيب بعبارات "إنما كان غدرك أكبر من طيبة قلبي.. من طولة بالي.. من قوة حبي" معلنة نتيجة افتضاح وهمية الوعود وخيبة الأمل بقولها "أنا فاض بيا ومليت".
الحقيقة ان تطورات لوجستية استجدت علي واقعنا للأغنية الحدودية مزيد من الأضلاع والزوايا اختلطت حدود الصبر بحدود الأرض والسلطة.. حتي صار ضروريا اعادة ترسيم كل الحدود خصوصا تلك المتعلقة بالسلطة باعتبارها المتحكمة في غيرها من المتغيرات علي الساحة من ترزية قوانين وأبواق دعاية وبهلوانات سياسة وصناع مواقف وباعة شعارات.. السلطة الرشيدة تنأي عن كل هؤلاء وتحافظ علي حدود واضحة للمسئولية لا تتخطاها ولا تسمح للغير بتجاوزها.
عبارة شهيرة في الفقة الدستوري الفرنسي تقول ان السلطة تفسد الأنبياء والمقصود السلطة المطلقة التي يجرفها الهوي عن وجهتها في خدمة الانسان فحتي الأنبياء المرسلين من رب العالمين تعرضوا للعقاب الالهي فابتلع الحوت سيدنا يونس بعدما اعرض عن مهمته ويأس من قومه حتي تاب واستغفر وقبله الله.. وخرج ابونا آدم من الجنة بعدما اغواه الشيطان ثم تاب الله عليه.. ومازلنا علي الأرض ننتظر نتيحة الفرصة الثانية للعودة إلي الجنة.. والأمل في دعوات الصالحين فالشياطين بيننا يقودوننا إلي جهنم والعياذ بالله.. وأولي خطوات الغواية التي يوسوس بها أبالسة الانس هي تحري الذرائع لمخالفة نواميس العدالة والانسانية وتذويب الحدود بين حقك وحقوق الغير.. الحقوق ليست فقط أموال وعقارات.. انما معرفة وتقرير مصير وشراكة في الوطن والمسئولية.. وكل حق يقابله واجب.. لا نتخلي عن العمل لنجد ما نأكله.. ونحترم إرادة الآخرين ومشاعرهم وقوت يومهم فنجني السمع والطاعة.. وإلا فافعل ما شئت فكما تدين تدان.