المساء
يسرى حسان
بوكليت الشربيني!!
أقطع دراعي أنك لو سألت هلالي الشربيني. قبل أسبوعين من الآن. عن معني كلمة"بوكليت" لظنها نوعا من أنواع الشيكولاتة أو مساحيق الغسيل. خذها مني وأنت مرتاح البال والضمير. الرجل لا حول له ولا قوة. تعرف الماريونيت؟ هي العرائس التي يتم تحريكها بواسطة أصابع الغير. لا إرادة لها سوي ما تمليه عليها أصابع اللاعب.
وفي أي دولة. حتي لو كانت دولة المجانين. لا تسير الأمور بهذه الطريقة العبثية. طريقة"بصوا.؟ هييه ضحكت عليكو" وهذا ما تم عندنا بالضبط. الطلاب أنهوا الفصل الدراسي الأول. وتدربوا علي طرق الامتحان التقليدية وفجأة. وهم في منتصف الطريق. لابد من إرباكهم وإرباك أهاليهم واللي خلفوهم.
لا تظن الأمر سعياً الي تطوير التعليم أو رغبة في منع الغش والتسريب أو أي شيء من هذا القبيل. وتذكر كم القرارات المفزعة التي أصدرها الرجل وشغل الناس بها فترة من الوقت ثم تراجع عنها. فالغرض لم يكن سوي شغل الناس والسلام. ولا يوجد أكثر من قضايا لتعليم يمكن شغل الناس بها. ففي كل بيت لابد من طالب ولابد من أب وأم ينشغلان بمستقبله.
الحكاية إذن أن هلالي الشربيني الذي يهاجمه مواطنو مصر وسكان قارة افريقيا. ليس سوي أداة ولعبة في يد من بيدهم الأمر لشغل الناس عن قضايا واقعهم اليومي المرعبة. وفضلا عن شغلهم فهو أداة أيضا لالغاء ما يسمي بمجانية التعليم تماما. بعد أن تم بشكل خبيث تقليصه في أضيق نطاق. ليتم قصر التعليم علي أبناء الطبقة الغنية الذين لن يضيرهم تغيير مناهج أو طرق امتحانات. فأمامهم الجامعات الخاصة. وبالمرة فهو يخدم بيزنس التعليم الخاص ونفع واستنفع.
فاجأ هلالي الشربيني طلاب الثانوية العامة بحكاية"البوكليت" وتابعت نماذج الأسئلة التي نشرها موقع وزارته وهالني الأمر. فاللغة العربية علي سبيل المثال بها ثمانية وخمسون سؤالا لا أعرف كم من الوقت يحتاجه الطالب للاجابة عليها. وكم من الوقت يلزمه أصلا للتدريب علي حلها وهو لم يعتدها من قبل. لكن الذي أعرفه أن أحداً لن يستطيع تحصيل درجات تؤهله للالتحاق بكلية حكومية يخطط للالتحاق بها. وستنفرد الجامعات الخاصة بالأمر وليذهب أبناء الفقراء الي الجحيم. ألا يتحمل آباؤهم الجوع والمرض والقهر. فليتحملوا إذن ضياع مستقبل أولادهم.
وفضلا عن ذلك كله فإن العبث الحاصل الآن في التعليم يؤدي الي مستقبل مظلم. فالدولة المنهارة لن تقوم لها قائمة إلا بنظام تعليم جاد ومتطور يتولي أمره خبراء في هذا الشأن وليس"عرائس ماريونيت" لا يفكون الخط. وراجعوا تجارب الدول. التي كانت منهارة أكثر من انهيارنا الآن. لتعرفوا أن طريقها الوحيد للإنقاذ كان التعليم أولا وقبل أي شيء وبالتالي فإن ما يحدث وبشكل متعمد يؤكد أنه لا نية للإنقاذ أو علي الأقل لا استعداد لسماع رأي الغير في شأن خطير كهذا.
الحاصل أن بعض الإجراءات التي يتم اتخاذها في مصر تصب في خانة التنكيل بالشعب وإفقاره وجعله"يكلم نفسه" واثقين أن السكوت علامة رضا مع إنه في ظني غضب مكتوم ياويلنا جميعا إذا انفجر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف