المصريون
ياسر انور
صحيح البخاري ووكالة ناسا والعلماء اليهود !
تناقلت بعض المواقع الإخبارية (اليهودية) منذ عدة أيام قيام فريق بحثي من جامعة "بن جوريون" للتحقق من رواية التوراة بخصوص الأمر الذي وجهه نبي الله" يوشع ابن نون" (فتى موسى عليه السلام) إلى الشمس كي تتوقف في السماء ، ولا تغرب حتى ينتهي من معركة "جبعون" ، فتوقفت الشمس ما يقرب من يوم كامل ، وهذا هو النص التوراتي لهذه المعجزة كما جاء في سفر يشوع الإصحاح العاشر : 12حِينَئِذٍ كَلَّمَ يَشُوعُ الرَّبَّ، يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». 13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل. 14وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذلِكَ الْيَوْمِ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ سَمِعَ فِيهِ الرَّبُّ صَوْتَ إِنْسَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ. و لأن هذه معجزة خارقة للعادة ، كما أنها تتعارض(بطبيعة الحال) مع الفكرة العلمية السائدة من أن الأرض تدور حول نفسها دورة كاملة خلال 24 ساعة، ما ينتج عنه تعاقب الليل و النهار، فقد حاول الفريق البحثي (اليهودي) التوفيق بين (كتابهم المقدس) وبين الأفكارو النظريات العلمية ، دون الدعوة إلى تنقية التوراة من الخرافات ، و بلا إلحاح على فكرة تجديد الخطاب الديني التي تمارس هنا بطريقة استفزازية للتنصل من المسؤليات الوطنية ، وتحميل (الدين) مسؤلية فشل الآخرين. لقد قام فريق العلماء إذن بمحاولة إثبات أنه لا تعارض بين الدين و العلم ، فتناولوا وتأولوا النص ، واعتبروا أن كلمة " دومي" الموجودة في النص العبري لا تعني التوقف و الثبات ، ولكنها تعني في أحد معانيها العبرية أيضا تباطأت ، ويقترب المعنى قليلا من كلمة خسفت ، و بعد دراسة عميقة لموقف وكالة ناسا من إمكانية أن تعكس الأرض اتجاه حركتها أو أن تتوقف الشمس عن الدوران (و هما أمران استبعدتهما وكالة ناسا التي تحدثت أيضا عن هذه المعجزة على الرغم من أنها أقرت بأن ذلك يمكن أن يحدث إذا دارت الشمس بطريقة خاصة Specific Movement في الفضاء ، لكن الفريق البحثي بدافع الإصرار على الدفاع عن (كتابهم المقدس) ، لجأ إلى تفسير علمي مقبول ، و هو أن ما حدث هو عملية خسوف للشمس ، و وفقا للمواقع الإسرائيلية ، فإن الفريق العلمي تتبع جداول و سجلات وكالة ناسا عن الكسوف الكلي للشمس عبر التاريخ ، و توصلوا إلى أن معركة يشوع كانت عام 1207 قبل الميلاد . و هذا هو نص موقع Times of Israel وبعض المواقع الأخرى التي تناقلت الخبر : The multi-disciplinary team, led by Dr. Hezi Yitzhak, found that there was only one total solar eclipse that occurred in the region between the years 1500-1000 BCE, when the Israelites are believed to have entered the land. The eclipse allowed them to date the battle precisely to 4:28 p.m. on October 30, 1207 BCE, in their paper, which was published in the most recent edition of Beit Mikra: Journal for the Study of the Bible and Its World. إن دولة الكيان الصهيوني على المستوى التقني و العلمي تعد واحدة من أضخم التكنولوجيات في المنطقة ، على الرغم من أن (كتابهم المقدس) متخم بخرافات فاضحة علميا ، ولم تكن تلك الخرافات عائقا أمام التقدم التقني ، لأن شروط العلم و النهضة لا علاقة لها بالمحتوى الديني من قريب أو بعيد .فلماذا يصر البعض هنا على إقحام "البخاري" والتراث الديني في فشلهم و تخلفهم الفاضح ؟! لقد روى البخاري و مسلم هذه الرواية أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة هكذا : : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بُضْعَ امرأةٍ، وهو يريد أن يبني بها ولما يبنِ بها، ولا أحدٌ بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا آخرُ اشترى غنما أو خَلِفَات وهو ينتظر وِلادَها. فغزا، فَدَنَا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا؛ فَحُبِسَتْ حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها فلم تَطْعَمْها، فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فَلَزِقَتْ يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فَلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فَأَحَلَّها لنا" لكن الفرق بين الفشلة هنا و الناجحين هناك ، أن الفاشل دائما يبحث عن (شماعة) لفشله ، ويتهم البخاري بأنه هو سبب التخلف ، مع أن الحضارة الإسلامية بلغت أوج ازدهارها و عصرها الذهبي في ظل وجود صحيح البخاري. لذلك ينبغي على هؤلاء أن يكفوا عن ترديد تلك الأسطوانة المشروخة ، وليبحثوا بجد و موضوعية عن الأسباب الحقيقية للتخلف التكنولوجي بدلا من (الشماعات)المزيفة من عينة التراث ،و تجديد الخطاب الديني، و الحرب على الإرهاب !

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف