المساء
عزة يحيى
من الحياة .. الممر الآمن
كلما تشتد لحظات المعاناة والألم وتهتز سفينة الحياة في بحر الأمواج المتلاطمة نحتاج بشدة إلي من يأخذ بيدنا إلي شاطيء النجاة بعيداً عن أنواء الأعاصير.
في هذه الدنيا كلنا يتعرض إلي الكثير من الأوجاع والمواقف الصعبة منها ما يجعلنا نشعر بالحزن والخوف أو ندخل في دوامات من القلق والتوتر والاكتئاب ولكن في كل الأحوال الحياة التي نعيشها ما هي إلا انعكاس لأفكار واختيارات وقرارات وقناعات.
القاعدة الذهبية في الحياة أن نتأمل نعم الله وما أكثرها علينا فقط التوقف لبضع لحظات لالتقاط الأنفاس من اللهث المتواصل نتوقف نتأمل ونتدبر فيما منحنا الله من أشياء جميلة بعيداً عن النظرة الدنيوية الضيقة حتي لا نحرم أنفسنا من الاستمتاع بالموجود وبما في أيدينا كلنا بحاجة إلي أن نفتح ممراً آمناً علي طريق الحياة وليس هناك أجمل وأبقي وأعظم من بناء جسر ممتد مع الله.
الخشوع والدعاء مع مالك الكون يحمل لنا الخير والسلام والطمأنينة ويطهر القلب من الصغائر والضغائن وينقي النفس من كل شوائب وهموم الحياة مهما كانت قسوتها والرضا بقضاء الله وقدره يحسن حالة العقل المزاجية ويمنح الإنسان الأمل بأن الغد يحمل بشائر الفرج فتقوي الذات وترفض الاستسلام والانسياق لكل الأفكار السلبية وتتجاوز وتتخطي كل حدود المشاكل.
كلما تقدم العمر علينا أن ندرب أنفسنا بصدق علي حب الحياة والاستمتاع بكل لحظاتها بعيداً عن الإحباط والملل والاكتئاب وإدمان القلق والأفكار الهدامة.
تفاءلوا بالخير تجدوه لن نستطيع الوصول لهذه القناعة إلا بنبذ الحقد والحسد وكل ألوان الكراهية والمعاصي ما أحوجنا إلي تنقية العقل من مشاعر البغضاء فهي لن تدمر من حولنا فقط بل ستطالنا سهامها ولنتذكر أن العطاء متعة تولد داخلنا الأمل في كل لحظة ولولا سعة الأمل لضاقت الحياة.
"الإضراب ليس حلاً"
أسوأ ما جاء بعد ثورة يناير هي حالة الاعتصامات والاضرابات كنوع من ممارسة الضغط لاستعادة حقوق مغتصبة أو مكتسبة حالة أدمنتها جميع الفئات ومؤخراً صرح نقيب الصيادلة بأن الاضراب سيكون في صالح المرضي لا عليهم!!
في الحقيقة ومنذ بداية العام الماضي وأزمة الدواء تتصاعد حدتها من قبل غرفة صناعة الأدوية وممثلي الشركات الأجنبية والمحلية وأصحاب الصيدليات وعلي الرغم من موجة ارتفاع الأسعار الأولي قرابة منتصف العام الماضي لم تنته الأزمة بل استمر تفاقم مسلسل نواقص الدواء وأصبحنا الآن وبعد التحريك الأخير للأسعار أمام أزمة مركبة نقص في الدواء وارتفاع مجنون في الأسعار لتستمر معاناة ملايين المرضي الحلقة الأضعف والحائرون في مسلسل الدولار والتسعيرة وضيق ذات اليد ولم تنته المشكلة مع تصريحات الوزارة بتشديد حملات التفتيش الصيدلي بالمحافظات والرقابة علي سوق الدواء من المصانع حتي شركات التوزيع والمخازن لأنها لا تمتلك الأعداد الكافية التي تمكنها من إحكام قبضتها علي سوق الدواء وأسواقنا بصفة عامة بلا قواعد أو ضوابط والدليل تزايد الأزمات بعد تعويم الجنيه بداية من أزمة بعض السلع وأزمة العمرة وأخيراً معرض الكتاب وفوق كل هذا لدينا أسوأ أزمة هي أزمة الضمائر الخربة الفاسدة لكن من المؤكد الاضراب ليس حلاً في هذه الظروف ولابد من تدخل الدولة للوصول إلي صيغة عادلة تضمن ضبط عملية التسعير العشوائي وتوفير الدواء الآمن والفعال حفاظاً علي صحة وحياة الملايين من أبناء الشعب.
لقد حان الوقت لوقفة حازمة من الدولة ضد كل موجات الغلاء والارتفاع الجنوني في الأسعار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف