كنت أتمني تشكيل حكومة جديدة، بدلا من اجراء تعديل وزاري علي الحكومة الحالية. فلا أعتقد ان أداء الحكومة علي مدي عام ونصف العام ينبئ بأي خير. وأقرب دليل علي ذلك، قرار تعويم الجنيه الذي قلب حياة المصريين جميعا رأسا علي عقب. ولولا ثقة المواطنين وحبهم للرئيس السيسي لحدث ما لا يحمد عقباه. لقد صدر القرار بشكل عشوائي ودون أي دراسات مسبقة، وبعد عدة ساعات من تراجع سعر الدولار في السوق السوداء، بعد القرارات الايجابية للمجلس الأعلي للاستثمار. ولا أدري حتي هذه اللحظة سر التسرع في اصدار قرار التعويم، وعدم انتظار تراجع الدولار إلي أدني حد ممكن، من خلال قرارات أخري تقلل الطلب علي العملة الصعبة وتزيد من تدفقاتها. لقد تسرعت الحكومة والبنك المركزي في التعويم، طمعا في الحصول علي الشريحة الاولي من قرض صندوق النقد ، وأتساءل لماذا لم تقنع الحكومة الصندوق، بصرف الشريحة قبل التعويم، لمواجهة الاثار التضخمية الناجمة عن تحرير العملة، خاصة ما يتعلق منها بالسلع الاساسية والادوية، وايضا تجنب الانخفاض الكبير في سعر الجنيه، من خلال تطبيق التعويم المدار بدلا من التحرير الكامل ؟! لقد أخطأت الحكومة والبنك المركزي، خطأ جسيما في التحرير الكامل للعملة، بدلا من التعويم المدار، ودون ان تستخدم كل الآليات الممكنة، بما فيها الشرطية، للقضاء علي السوق السوداء للعملات الاجنبية، لتكون النتيجة ما نعيشه حاليا من معاناة وغلاء فاق كل الحدود ولم نشهد له مثيلا في كل العهود السابقة. لا جدوي من ادخال تعديلات علي تشكيل الحكومة الحالية. فالتغيير هو الحل، بعد ان اثبتت الاحداث المتلاحقة، اننا امام حكومة فاشلة، مفككة، خاوية، لا تملك أي عقول مبتكرة أو نفوس وقلوب قوية طموحة.