ذهب أوباما غير مأسوف عليه، وجاء دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر لا يعنيني كمصري، إلا بقدر انعكاس التغيير علي العلاقات المصرية - الأمريكية، وعلي موازين الصراع في المنطقة وعلي الأمن والسلم الدوليين باعتبار مصر جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم المشتعل.. لم أعد أتوقف كثيرا أمام الوعود البراقة، لدغنا كثيرا من الكلام المعسول الذي نكتشف انه سم زعاف بعد ذلك.. صفقنا وذرفنا الدموع ونحن نستمع لأوباما يردد بعض آيات القرآن الكريم وهو يتحدث إلي العالمين العربي والإسلامي من تحت قبة جامعة القاهرة، واكتشفنا أن سنوات حكمه كانت أسود من بشرته الكالحة.. ما أريد أن أقوله إن الشعوب بلغت سن الرشد، ولم يعد ينطلي عليها كلام لا يقدم ولا يؤخر.. الأمر مرهون بالسياسات والقرارات التي تطبق علي الأرض.
ما يهمنا: أن ما صدر من الرجل تجاه مصر حتي الآن أكثر من رائع، وجلس مع السيسي عندما زار نيويورك، وأعلن علي غير عادة الأمريكان رأيا ايجابيا واضحا في السيسي، وفي سياسته، وجرأته وشجاعته، وها هو مستشاره يتبني نفس موقف مصر في محاربة الإرهاب بل ويثمن موقفها، باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي تتحمل بمفردها فاتورة مواجهة الإرهاب، الآن نحن في انتظار أن نري ترجمة لاستحسانه لموقف مصر ورئيسها.
ترامب كان أكثر ذكاء عندما وجه جل خطابه للداخل الأمريكي ولم تكن المنطقة والصراع العربي الإسرائيلي أو الشأن العربي حاضرة في خطابه، اللهم تعهده بالقضاء علي الإسلام الراديكالي.. وكأن ترامب يقول لي، لك: »ما حك جلدك مثل ظفرك».. الرجل مشغول بالداخل الأمريكي واعادة بناء الاقتصاد.. فماذا نحن -كعرب- فاعلون في غيبة بابا وماما أمريكا؟