الجمهورية
مؤمن ماجد
يسقط النظام.. أسلوب حياة!!
"يسقط النظام" ليس شعاراً سياسياً ولكنه أسلوب حياة اعتدناه حتي لم يعد يلفت الانتباه وأصبحنا نعشق الفوضي وندمن العشوائية ويطربنا "السداح مداح" ومع ذلك نزعم أننا دولة متحضرة.
الأمثلة علي ذلك لا حصر لها.. مثلاً.. عبور المشاه في مصر أحد عجائب الدنيا فنحن نعبر الطريق في أي وقت ومن أي مكان وإلي أي اتجاه.. نسير وسط السيارات مثل لاعبي السيرك ونتفنن في تجاوز العربات المارة ولا ترهبنا سيارة مسرعة أو أتوبيس مكتظ بالركاب ولا ميكروباص يسابق الريح.
ليس لدينا أماكن لعبور المشاة.. وحتي الموجودة لا نحترمها ولا نعترف بها.. ونصمم علي عبور الطريق كيفما نشاء ووقتما نشاء.. وليسقط النظام.
السيارات تسير في الشوارع بلا أي نظام.. البطئ يتمختر في أقصي اليسار.. والمسرع يتلوي بين العربات يميناً ويساراً ولا يعطي أي إشارة.. التاكسي يقف في عرض الطريق لأنه عثر علي زبون.. والميكروباص يقطع الشارع لأن راكباً طلب النزول.. موتوسيكل يركب عليه رجل وزوجته وثلاثة أطفال ومع ذلك يصر السائق علي التحدث في المحمول.. صورة رهيبة متكررة في كل الشوارع.. وليسقط النظام.
السيارات تركن في أي مكان.. صفاً ثانياً أو ثالثاً ليس مهماً.. بالطول أو بالعرض ليس مهماً.. تقفل علي سيارة الآخرين شيء لا يعنيك.. تعوق حركة السيارات الأخري وإيه يعني.. تقف في أماكن ممنوع الانتظار نوع من الشطارة.. تعشق السيارة ويتحرق الآخرون طنش.. وليسقط النظام.
أمام شباك تذاكر مترو الأنفاق سباق علي "الفهلوة".. كيف تزيح الآخر وتسبقه في قطع التذكرة.. تمد يدك من فوق رأسه أو من جانبه المهم أن تتفوق عليه؟.. ممكن أن تتحايل وتطلب من أحد الواقفين في الطابور أن يقطع لك تذكرة ويعتبرها نوعاً من الشهامة.. وممكن أيضا ألا تقطع التذكرة وتقفز من فوق البوابة.. وليسقط النظام.
عندما تذهب إلي أي مصلحة يجب ألا تلتزم بالدور وإلا أصبحت عبيطاً.. ابحث عن واسطة أو عن شخص يتقاضي المعلوم.. صحيح أن الروتين قاتل ولكن ليس ذلك سبباً المهم أن نكون أكثر فهلوة.. وليسقط النظام.
الحل من شقين.. الأول تطبيق القانون علي الجميع ولا أظن أن ذلك ممكن.. والثاني هو تغيير عقلية الناس ليعرفوا أن النظام هو وسيلة لحماية المجتمع وليس تعذيبه ولا أظن أن ذلك أيضا ممكن.. ولذلك يسقط النظام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف