السنة النبوية هي المذكرة التفسيرية للقرآن الكريم. فهي كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم وأفعاله وإقراراته بأي جهة من أوجه الموافقة. ولأن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان قرآناً يمشي علي الأرض حيث وصفته السيدة عائشة بقولها "كان خلقه القرآن" صحيح مسلم.
يقول الإمام الشافعي: "وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم في كتاب الله وجهان: أحدهما ما أنزل الله فيه نص كتاب "آية" فبين رسول الله هذه الآية والآخر ما أنزل الله فيه جملة كتاب "أي تحدثت الآيات عنه حديثاً عاماً مجملاً" فبين رسول الله معني ما أراد الله وهذان الوجهان لم يختلف فيهما.
فمن السنة ما بينه رسول الله صلي الله عليه وسلم تنفيذاً لقوله تعالي "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم ولعلهم يتفكرون" النحل 44 فبين الرسول صلي الله عليه وسلم هذا بقوله وفعله وإقراراته يقول صلي الله عليه وسلم: "ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به ولا تركت شيئاً مما نهاكم الله عنه وإلا قد نهيتكم عنه".
كما قامت السنة بتفصيل ما أجمل في القرآن الكريم فمثلاً يقول تعالي: "إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا" ويقول: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" البقرة 43 وقال: "وأتموا الحج والعمرة لله" البقرة 196 تقوم السنة بتفصيل ما جاء في هذه الآيات فيبين الرسول صلي الله عليه وسلم عدد ما فرضه الله من الفرائض وعدد الركعات ومواقيت كل فرض فيقول صلي الله عليه وسلم "صلوا كما رأيتموني أصلي صحيح البخاري "كما يبين تفاصيل فريضة الحج فيقول خذوا عني مناسككم". صحيح مسلم. كما بين تفاصيل الزكاة من حيث مقاديرها ونصابها.
كما خصصت وقيدت المطلق يقول الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر: قد يأتي الحكم عاما في القرآن سواء بالإباحة أو التحريم فيبين الرسول صلي الله عليه وسلم شروطه أو موانعه أو أحواله فمثلاً نص القرآن أن يرث الأبناء لكن السنة توضح أن القاتل لا يرث إذا قتل أباه يحرم من الميراث لأنه سبب إزهاق روحه وقد يكون قد قتله للوصول للميراث فيقول صلي الله عليه وسلم: "لا يرث القاتل" رواه أبو داود. كما يقول القرآن: "حرمت عليكم الميتة" لكن السنة تقول: "أحلت لكم ميتتان ودمان فأما الميتتان فالحوت "السمك" والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال" وهكذا في أمور كثيرة خصصت السنة العام أو قيدته. أي أن السنة ليست ترفا أو أمراً زائداً يمكن الاستغناء عنه والاكتفاء بالقرآن فقط وبل أمرنا بالتزامها كالقرآن يقول تعالي "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" 7 الحشر.