تحدث أهل الريف عن ثلاثة أمور تقلب موازين الرءوس وتسد النفوس. "حرث الأرض علي زوج من الجاموس والذهاب إلي السوق بدون فلوس ووجع الضروس" والثالثة هي مربط الفرس في هذا القول بسببها تطيش الألباب وتفقد الصواب وتتقطع بها الأسباب.
وكل من له علاقة بأعمال الزراعة يعرف ان حرث الأرض بالأبقار أفضل من الجاموس لأن الأخير أثقل وزناً. يتلف ما خطه المحراث ويحتاج إلي جهد مضاعف ووقت أطول وحرث الأرض فن جميل يتعجب منه من رآه ويتمني من لم يره أن يراه ويهتف هذا وذاك من حسنه وجماله وروعته: الله الله.
خطوط هندسية طولية وعرضية وساحات متساوية تتحرك فيها مياه الري بسهولة ونعومة بين المروي والمصرف ويتحول المشهد بعد ظهور النباتات إلي لوحة خضراء تنطق بالبهاء وتقدم شهادة التفوق للفلاح المصري "جندي النيل المجهول" علي جهده وعبقريته عبر الأجيال منذ فجر التاريخ والذهاب إلي السوق دون مال يجعل الرحلة عديمة الجدوي. فلا بيع ولا شراء ولكن عودة لأهل البيت صفر اليدين.
تأتي آلام الأسنان من تآكل الطبقة الخارجية ويستمر نخر السوس والوصول إلي العصب فيشتد الألم ويذهب العقل ويتوقف سن القلم ودولاب العمل.
والأسنان ثروة غالية لا يعرف قيمتها إلا من فقدها أو بعضها عبارة عن تكوين صلب أقرب ما تكون إلي العظام. لها جزء ظاهر "تاج" وآخر غائر في الفك "جذر" وللسن تجويف "لب" يحتوي علي الأعصاب والأوعية الدموية يبدد الإنسان ثروته الغالية بإهماله وأعماله مثل التدخين وإخوته وعدم العناية بنظافتها وحمايتها فتنسحب من فمه تدريجياً وينتهي الحال إلي ما لا تحمد عقباه والإنسان كائن متعدد الأسنان تتخذ أشكالاً مختلفة تساعدها علي أداء وظيفتها "قواطع وأنياب وأضراس ونواجذ أو ضواحك".
وللإنسان البالغ 32 سناً مقسمة بين الفكين في كل واحد 4 قواطع ونابان و4 أضراس وضاحكان أو ناجذان.. ويبلغ عدد الأسنان اللبنية عند الطفل 20 سناً تبدأ في الظهور غالباً من الشهر السادس بالفك الأسفل وتكتمل قبل الثالثة وتبدأ الأسنان الدائمة في الظهور في السادسة وتكتمل في الثانية عشرة وتظهر ضروس العقل غالباً عند 18 سنة وتسمي النواجذ أو الضواحك لأنها تظهر فقط عند الاستغراق في الضحك.
ووظائف الأسنان هي مضغ الطعام وضبط عمل اللسان وبوابة الفصاحة والبيان وأيضاً يكتمل بها شكل الفم والوجه ولكل إنسان فيها مآرب أخري.
وتسوس الأسنان هو أشهر أمراض الفم. تكتمل سلامتها بالابتعاد عن المواد السكرية والأعمال الضارة مثل التدخين وتناول الخضر والفاكهة والعناية الدائمة بها بالمعجون والفرشاة والسواك وغيرها.
ويستخدم الناس بعض الوصفات الشعبية لدفع آلام الأسنان منها القرنفل والاسبرين وكمادات الشاي المثلج "بالقطن أو أكياس الشاي" والماء الدافيء مع الملح وماء الأوكسجين والخل الأبيض والزنجبيل ومفروم أوراق النعناع لحين الذهاب إلي الطبيب".
والنواجذ: جمع ناجذة أو ناجذ.
والعض علي النواجذ: الصبر علي الأمور الشاقة.
وأنجذ الأمر: أتقنه وأحسنه.
ورجل منجذ: ماهر ومحنك ومتقن لصنعته.
وفي الحديث الشريف عن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. عضوا عليها بالنواجذ" أي تمسكوا بها. ولا تتخلوا عنها.
والحرب الضروس: الطاحنة. كثيرة الضحايا. وناقة ضروس: شرسة تعض صاحبها أو حالبها أو من يقترب من ولدها.
والضرس: يذكر ويؤنث: والسن: مؤنثة وضرس الطعام: طحنه.
ومن النكت التي ظهرت منذ عدة عقود أن مريضاً ذهب لخلع ضرسه وطلب من الطبيب خلعه من أنفه ولما سأله عن السبب. قال:
- ومن يستطيع أن يفتح فمه في هذه الأيام.
سأل رجل جحا: إلي أين؟
- ذاهب لأشتري حماراً.
- قل إن شاء الله.
- الفلوس في جيبي والحمار في السوق.
وعاد جحا دون الحمار بعد أن سرقه لص ولما سأله صديقه عن الحمار قال:
- إن شاء الله الفلوس ضاعت.