لم أتعاطف طيلة حياتي مع أي شخص يخرج عن النص أو يخطئ خطأ يتفق عليه كل فئات الشعب ولم أدافع عن شخص صدرت ضده أي عقوبة طالما أخطأ.. حتي لو كان صديقاً لي لأنني ضد ألا يعاقب شخص أخطأ وهذا ما نعانيه هذه الأيام من ترك من يخطئ ويكرر الخطأ دون عقاب رادع يجعله مثالاً لمن تسول له نفسه أن يكرر نفس الخطأ.
ولكنني في المقابل أجد نفسي الآن مدافعاً عن نجم مصر والأهلي السابق محمد أبوتريكة ليس دفاعاً عن شخص أخطأ.. وإنما دفاع عن رمز من رموز الرياضة المصرية ومن رموز المجتمع المصري بشكل عام. لا أدري لماذا يريدون هدمه أمام الشباب والكبار الذين يعتبرونه إنساناً قل أن يجود به الزمن من الصدق والقدوة الحسنة.
فقد عايشت أبوتريكة لفترة طويلة سواء كناقد رياضي أو معلق وتابعته مع ناديي الترسانة والأهلي ومع المنتخب ولم أشاهد منه يوماً أي تصرف أو فعل ينال منه كإنسان أو كرياضي مثلما قد يخرج من رياضيين كثيرين.
لا أقصد بكلامي هذا أن أضع شخصاً فوق العقاب.. فلازلت عند كلامي أن من يخطئ يجب أن يعاقب وبشدة حتي يكون مثالاً لغيره ولكني في المقابل أعلم أن أبوتريكة لم يخطئ ولم يرتكب أي إثم مما يحاول البعض أن ينسبه له.
في المحنة الأولي التي تم خلالها التحفظ علي أموال أبوتريكة لم أتعرض للحكم ولكني طالبت بالتحقيق لأنني أعلم أن الشخص الذي فعل من الخير الكثير مستحيل أن يستغل أمواله لقتل إنسان مهما كان رأيه الشخصي في أي أمور سياسية.
أما أن يطلق علي شخص تعامله كل الشعوب العربية.. بل والإفريقية والأجنبية معاملة العظماء لعطائه الطويل وسلوكه القويم أنه إرهابي.. فهذا أمر غير مقبول.. وإلا لأطلقنا هذه الصفة علي الآلاف من المصريين الآن.. بل والملايين ممن لا يرضون عن حال الوطن الآن.
عرفت أبوتريكة إنساناً لم يخطئ مطلقاً طوال تواجده في الملاعب ولم يسلك سلوكاً خارجاً.
عرفت أبو تريكة لاعباً يعتذر عند الخطأ الوحيد الذي ارتكبه في الملاعب عندما أشار بإصبعه لجمهور الزمالك الذي وجه له وابلاً من السباب في مباراة القمة في بطولة دوري أبطال إفريقيا 2008 بعد تسجيله للهدف الثاني للأهلي في هذا اللقاء لأنه يعلم أن اللاعب لا يجب مطلقاً أن يصطدم بالجماهير مهما كانت الأسباب.
عرفت أبوتريكة نجماً لا يحب الأضواء ولا يحب هتافات الجماهير المنفردة له دون زملائه مثلما حدث عندما عاد الأهلي ببرونزية كأس العالم للأندية لأنه يعلم أن الكرة لعبة جماعية وان إنجازه كان بمساعدة زملائه.
عرفت أبوتريكة لاعباً يعترف بأن بعض أهداف فريقه غير صحيحة لأنه صادق مع نفسه.
عرفت أبوتريكة الإنسان الذي يقدم الخير في الخفاء ولا يريد حوله أضواء.
ولكني لم أعرف في أبوتريكة عاشقاً للدم أو إرهابياً.. لذلك فمن يريد أن يشوه هذه الصورة سيشوهه التاريخ.