هل استمعتم إلى الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب فى أول خطاب له بعد توليه منصبه، متحدثا عن أحوال بلده، و هو يقول العبارات الآتية، ضمن مراسم حفل التنصيب مساء الجمعة الماضى :«لفترة طويلة جنت مجموعة صغيرة فى العاصمة مكاسب الحكم بينما تحمل الشعب التكلفة»...«انتعش السياسيون و ازدهروا... ولكن أهملت الأعمال وأغلقت المصانع، حمت المؤسسة الحاكمة نفسها و أهملت حماية الشعب. لم تكن انتصاراتهم انتصاراتكم ...الأمريكيون يريدون مدارس عظيمة لأطفالهم و أحياء آمنة لعائلاتهم ووظائف جيدة لهم، ولكن هناك واقع مختلف: أمهات وأطفال يحاصرهم الفقر فى المدن، ومصانع خربت وعلاها الصدأ وصارت مثل شواهد القبور فى كل أنحاء البلاد..، ونظام تعليمى يترك شبابنا وطلابنا محرومين من المعرفة...وتنتشر الجريمة و العصابات والمخدرات التى سرقت حياة العديدين . طوال عقود طويلة قمنا بإثراء صناعات البلاد الأخرى على حساب الصناعة الأمريكية ، وقدمنا الدعم المالى لجيوش دول أخرى، بينما سمحنا للتدهور المحزن لجيشنا. دافعنا عن حدود دول أخرى ...بينما رفضنا الدفاع عن حدودنا، أنفقنا تريليونات الدولارات فى الخارج ، بينما تدهورت البنى التحتية الأمريكية وأصبحت متصدعة ومتداعية، جعلنا دولا أخرى غنية ...بينما اختفت ثروة وقوة و ثقة بلادنا. أغلقت المصانع أبوابها الواحد تلو الآخر وغادرت أراضينا دون أن نفكر لحظة واحدة فى مصير العمال الأمريكيين الذين خلفتهم وراءها، انتزعت ثروة الطبقة المتوسطة لمواطنينا ...لتوزع على العالم كله. يجب ان نحمى حدودنا من الآثار التخريبية للدول الأخرى التى تصنع منتجاتنا وتسرق شركاتنا وتدور فرصنا الوظيفية. لن نقبل بعد الآن سياسيين يتحدثون ولا يفعلون، و يشتكون دائما ولا يعملون شيئا للعلاج...«يجب أن تتوقف هذه المجزرة الأمريكية American Carnage «هنا وفورا» ! والحقيقة أننى استغربت لهذا التعبير الحاد وسألت نفسى ماذا يقول أوباما لنفسه و هو يستمع إلى خلفه و هو يصف ماتركه بعد ثمانى سنوات بأنه مجزرة أو أشلاء؟! وأين هى المنجزات التى حققها؟ ولكن يبدو أن تلك هى السياسة ومنافساتها ! أما ما ذكره ترامب متعلقا بنا ــ و هو قليل للغاية ــ فله حديث آخر!