لا أعرف لماذا الاستمرار في إدارة ملفات حساسة هكذا فنخرج منها خروج "الخاسر". مع أنها لو أديرت بطريقة مختلفة لخرجنا منها خروجا مشرفا. فنحن في الأساس لا نكذب ولا نتجمل ولا نقول والحمد لله إلا الصدق.
هناك حقيقة مؤكدة كشروق الشمس كل يوم.. وهو أنه لا يوجد ضابط مصري واحد خدم في القوات المسلحة المصرية يقبل بالتفريط في ذرة تراب واحدة من رمل الوطن.. أقول لا يمكن ونهائيا.. ولكن إدارتنا لأزمة تيران وصنافير خرجنا منها وكأن هناك من فرّط في حبة رمل.. وهذا ما يريده أعداؤنا وفي مقدمتهم جماعة الإخوان أن يشوشروا به علينا.
واستطرادا لهذا الموضوع فإن القاصي والداني وكل من له عقل يعلم أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان.. وكما يقول المثل: العلم عند أطراف أصابعك لمن أراد أن يقرأ ويتمحص ويستفيد.. والأستاذ محمد حسنين هيكل - عليه رحمة الله - أحد المصادر الذي أكد هذه المعلومة في كتبه "حرب الثلاثين سنة". وقد ألفها في منتصف ثمانينات القرن الماضي وجاءت سيرة الجزيرتين عَرَضَاً لا قصداً.. وقطعا وقتها لم يكن يتخيل لا هو ولا غيره أن هناك مشكلة ما قد تقع بين الأشقاء.. أيضا لم تكن علاقة الأستاذ بالسعودية يوما أفضل من علاقته بوطنه مصر ولمن أراد الاطلاع فالمعلومة موجودة في كتابه "ملفات السويس.. حرب الثلاثين سنة" ص..607 كما أنها موجودة في كتابه "سنوات الغليان.. حرب الثلاثين سنة" ص..91 أيضا عدد الزميلة المصور الأخير تم تخصيص جزء كبير من العدد للاحتفال بتيران وصنافير جزيرتين مصريتين إلا أنها أوردت الرأي الآخر رأي العلم والمعرفة فمثلا في رأي رئيس الجمعية المصرية والجغرافية ورأي د. عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث اللذين أكدا أن الجزيرتين سعوديتان.
القضية الثانية التي سببت لغطا في إدارتها بين الناس هي قضية اللاعب محمد أبوتريكة حيث إن إعلان الحكم وتأخير نشر حيثياته ومبرراته تسبب في هذا الارتباك.. وكان يجب إدارة قضية "أبوتريكة" بطريقة أفضل تنقلنا من صف "الخسارة" إلي صف "المكسب".. ونتركها لقضائنا العادل.
القضية الثالثة هي قضية الإرهاب في سيناء واللغط الذي حدث مؤخرا وتبعه مؤتمر ثم مؤتمر جماهيري مضاد وهي إدارة للأزمة أشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال.. مع أنها لو واجهت لكسبت.. فلها "ساقان قويان" وسرعة ولا الطلقة!!
انعقد المؤتمر الأول لأهل العريش ولم نجب علي أسئلتهم بوضوح سواء كانت تلك الأسئلة مشروعة أو غير مشروعة.. إلا أننا كنا نستطيع الرد بالحقائق الدامغة لا بالمؤامرات.
ثم انعقد مؤتمر آخر للقبائل لا يزيد علي تأكيد "المتأكد" فما من أسرة أو قبيلة في شمال سيناء إلا وتكره الإرهاب والإرهابيين كره العمي.. وحتي لو افترضنا جدلا أنها لا تكرهه فهي تكرهه لما أصابها من ضرر في ممتلكاتها وناسها وسجلات الدولة تشهد بذلك.. تعويضات بآلاف الجنيهات ومعاشات لمئات من أبناء سيناء أصيبوا خلال العمليات إذا أين الخلل؟! جميع القبائل التي وقعت علي البيان الأول والثاني هي قبائل وطنية 100% ولا تحتاج مؤتمرا لإثبات وطنيتها سجلات التاريخ والجغرافيا تشهد بذلك وما تكنه قلوب أبنائها ويشهد به عملهم.. يشهد لهم بذلك.. ولكن جميع القبائل التي وقعت علي البيانين لا تستطيع أن تنفي أيا منها أن بعضا ممن ينتمون إليها شاركوا في الإرهاب لكنهم حينما شاركوا لم يشاركوا وهم ينتمون للقبائل ولكن شاركوا كمنتمين للفصائل الإرهابية والمنتمي للإرهاب لا يعرف أهلا ولا قبيلة ولا القبيلة تعترف به اللهم إلا قبيلة "أهلي وعشائري" الجماعة الإخوانية المارقة وفروعها من دواعش وبيت المقدس.
ويا أهل الحكمة قليلا من الحكمة.. نريد تحقيقا من لجنة محايدة عما أثير ونريد مؤتمرا للقبائل تعلن فيه أنه لا مكان "لإرهابي" بينها حتي وإن كان في الأصل ينتمي إليها.. تأكيدا للمتأكد أيضا.