الأهرام
اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة .. نحن وترامب !
ما الذى احتواه خطاب ترامب المثير للجدل ضمن مراسم تنصيبه رئيسا للولايات الأمريكية يوم الجمعة الماضى، فيما يتعلق بنا نحن المصريين والعرب؟ أستطيع هنا ــ بإيجاز شديد ــ أن أرصد النقاط الآتية: أولا، لاشك أن أهم النقاط هى تلك المتعلقة بدعم ترامب الكامل لمصر وللرئيس السيسى فى المعركه ضد الإرهاب، خاصة أن كيمياء العلاقة بين الرجلين كانت ممتازة منذ المقابلة التى تمت بينهما فى نوفمبر الماضى فى أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتى وصف ترامب بعدها الرئيس السيسى بأنه «شخص رائع». وكانت كلماته فى خطابه بالغة الوضوح اسنعزز التحالفات القديمة، ونشكل تحالفات جديدة، ونوحد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامى المتطرف الذى سنزيله بشكل كامل من على وجه الأرض, ثانيا، ما تضمنه الخطاب من إيحاء بتقليص الدعم العسكرى لبلاد منطقة الخليج التى تعتمد فى الدفاع عنها على الولايات المتحدة. وعلى أية حال ، فإن بوادر تغير الموقف الأمريكى إزاء دول الخليج بدأت فى الواقع مع مشروع القانون الذى طرح فى الكونجرس باسم اجاستاب (العدالة فى مواجهة رعاة النشاط الإرهابى) والذى يبيح للمواطنين الأمريكيين طلب تعويضات من الدول والجهات التى تتهم بتقديم دعم مباشر أو غير مباشر للمنظمات التى ارتكبت أعمالا إرهابية فى الولايات المتحدة. ثالثا، ما يمكن أن تتضمنه العلاقات الجيدة المرتقبة مع روسيا بزعامة بوتين من امكانية للتأثير على الصراع فى سوريا وشكل التسوية المحتملة هناك. رابعا، الموقف الحاد الجديد من إيران، واتجاه ترامب لإعادة النظر فى الاتفاق الذى تم معها، مما سيؤدى عمليا إلى وقف إيران للإجراءات التى تتخذها لكسب ثقة المجتمع الدولى بشأن برنامجها النووى. خامسا، التوجهات شديدة الود من ترامب إزاء إسرائيل (والتى لا تختلف فى الحقيقة عن توجهات هيلارى كلينتون) خاصة حديثه عن امكانية نقل السفارة الأمريكية للقدس بما ينطوى عليه ذلك من ثأثيرات مدمرة على عملية السلام المتعثرة أصلا! سادسا وأخيرا، لا يمكن التقليل من مغزى حديث ترامب عن تقليص المساعدات الخارجية، التى لا بد أن تؤثر على البلاد المتلقية لها، بمافيها مصر بطبيعة الحال.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف