مرسى عطا الله
كل يوم .. ألغام خطبة الجمعة!
لا أعرف سببا لهذه الضجة المفتعلة حول مشروع الخطبة الموحدة إلا إذا كان البعض يريد أن يحول منابر المساجد من كونها منصات للتوعية والتوجيه إلى قنابل وألغام للتحريض وزراعة الفتنة.
إن لغة الخطاب الدينى عندما تنطلق من فوق أى منبر لابد أن تكون لغة متزنة وعاقلة لكى تدعو للعمل ولكى تبشر بالأمل ولكن من العبث أن يقال بحرية الاجتهاد فى أمور حسمها كبار الأئمة ــ منذ سنوات بعيدة ــ وبالتالى يتم فتح الأبواب من جديد لأصوات الخوارج الذين يخترقون عقول البسطاء بالمغالاة فى التشدد والتطرف باسم الإسلام بينما الإسلام موقفه واضح فى قوله تعالى فى سورة النساء: «يا أهل الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ».
ومن هنا تأتى أهمية توحيد لغة الخطاب الدينى لوقف التضارب بين الاجتهادات بشأن الحلال والحرام فمن غير المعقول أن يقول أحدهم مثلا إن التعامل مع البنوك حرام ويؤكد آخر أن التعامل مع البنوك حلال ودون أدنى اعتبار للآثار السلبية على الاقتصاد الوطنى نتيجة عدم وجود فتوى حاسمة يلتزم بها جميع الخطباء.
ولست أظن أنه يخفى على أحد أن مدخل دعاة التطرف إلى بعض العقول إلى حد التشجيع على الاغتراب عن المجتمع قد بدأ من فوق منابر بعض الزوايا الصغيرة الأمر الذى فتح لهؤلاء الخوارج مجالا خصبا لترويج الأفكار والشعارات التى تعتمد على تفسيرات خاطئة لبعض آيات الذكر الحكيم لخدمة أهدافهم الخبيثة!
وحاشا لله أن يكون على أرض مصر من يقبل الحكم بغير ما أنزل الله.. ولكن هل نترك تفسير ذلك لاجتهادات جانحة وتفسيرات متزمتة لن يحاصرها سوى خطبة موحدة تدعم وحدة المجتمع وتكشف وتعرى من يثيرون الفتن من خلال عناوين ثابتة فى بنيان الخطبة ودون المساس بحرية الاجتهاد فى صياغة المفردات فلكل خطيب علامة تميزه عن غيره من الخطباء فى مساحات البلاغة وحسن الإلقاء!
خير الكلام:
<< ليست النهضة فى أغلب الأحيان إلا نتاج عقول تفكر وأبدان تعمل!