قدمت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي طلباً لانضمام اليمن إلي مجلس التعاون الخليجي.
الطلب ليس وليد الأزمة الخطيرة التي يعيشها اليمن هذه الأيام. فقد طرحت- من قبل - عضوية اليمن والأردن في مجلس التعاون لا أذكر الظروف التي حالت دون عضوية القطرين العربيين في المجلس.. لكن الظروف الأخيرة التي يواجهها اليمن ربما مثلت حافزاً له. ولدول مجلس التعاون. كي تصبح صنعاء عضوا في المجلس.
الفكرة قديمة إذن. رافقتها. أو سبقتها. فكرة أخري تمثلت في إنشاء اتحاد المغرب العربي. يضم المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وليبيا. لكن الأحداث الخطيرة في ليبيا منذ الثورة ضد القذافي حتي الآن. أحاطت الاتحاد المغربي بالمشكلات. وزادت الخلافات بين أعضائه. إلي حد قول وزير خارجية موريتانيا- والخلافات محتدمة بينها وبين الجزائر- إن الاتحاد مجرد تجمع للخلافات!
الكيانات الاقليمية فعل إيجابي. سواء كان منبثقاً من المنظمة الدولية الأم. أو من منظمات إقليمية تضم الدول المتجاورة. أو التي تربطها وشائج أيديولوجية أو سياسية.
بالنسبة لهذه المنظمات تحديداً. فمن المهم أن تظل علي عافيتها. لا تؤثر في أدائها كيانات متولدة عنها ذلك ما نجده في التجمعات الإفريقية والآسيوية والأمريكية اللاتينية وغيرها من التجمعات التي تعبر عن توجهات مشتركة.
جامعة الدول العربية. المنظمة الأم لأقطار الوطن العربي. تتفرع منها كيانات فرعية. لكنها يجب أن تحظي بالدعم والمساندة لتؤدي دوراً فاعلاً. ومطلوباً.
دور الجامعة عن التعبير عن القضايا العربية. والدفاع عنها. علي مستوي السياسة العالمية.
من حق البيت العربي الكبير أن نعني به. ونقلل من سلبيات أدائه. ونضيف إلي ايجابياته. يتولي الأمانة سياسي مخضرم. له توجهه العروبي الوطني. وإذا كان قد واجه- ومعاونوه- العديد من العقبات فإن مصدرها- للأسف- قيادات عربية. تتصور في أمانة الجامعة عملاً وظيفياً. مظهراً رسمياً. فاقد الإمكانية والحيلة.
قد تكون الكيانات المنبثقة من المنظمة الاقليمية مهمة لتحقيق التعاون بين عدد من دول الجوار. أو التي تجمعها توجهات مشتركة. لكن الاهتمام بالمنظمة ذات الثقل الدولي يعني وضع الاستراتيجية التي تعمل في ضوئها أقطار المنطقة. بينما تظل الكيانات الصغيرة في الحدود التي قد تقتصر سياساتها علي المشكلات الآنية والعلاقات التي لا تعدو هوامش علي المتن.
.. وأمجاد يا عرب.