هالة الدسوقى
رؤساء أمريكا بين فظاظة ولياقة وعين ناقصة !
بعيدا عن تكهنات السياسيين وتحليلاتهم المستمرة لعالم ما بعد دونالد ترامب، وبعيدا عن أروقة السياسة المملة، نتابع جانب آخر في شخصية رئيس الولايات المتحدة الجديد، هل يتحلى ذلك الرجل بلياقة سابقه باراك أوباما في تعامله مع زوجته أم أنه رجل قد يشبه الكثير من الرجال الشرقيين في التعامل مع زوجاتهم بقسوة وعدم احترام ملحوظين. في لقطة سريعة لا تتعدي الثوان المعدودة ظهر الفرق بين ترامب وأوباما في تقديرهم واحترامهم لزوجاتهم، ظهر أوباما من قبل أن يصبح رئيسا لأمريكا إلى أن أنهى ولايته بصورة العاشق الوفي الذي لا تفارق زوجته خياليه أو يقظته، فهو دائما معترف بفضلها على حياته دون تكلف أو تمثيل، ولك أن تعرف ذلك لو استعرضت صورهم معا منذ تزوجا وحتى الآن. طريقة أوباما في تعامله مع زوجته ميشيل يعكس شخصية تلقائية بسيطة لينة حكيمة بعيدة عن التعقيد، يعتبر المرأة جزء ثمين لا يكتمل هو إلا به، ولا يتألق إلا بمصاحبته ولا مانع عنده أن تظهر تاجا فوق رأسه، ولعل لياقة أوباما مع زوجته شحذت أذهان المؤلفين ليكتبوا قصة حبهما وتجسيدها في فيلم سينمائي قريبا ... بينما نسى ذلك الرئيس الجديد لأمريكا مصاحبة زوجته عند تخطيه أول خطواته للبيت الأبيض، تاركها خلفه ليسبقها في لحظة انسته بروتوكول التعامل مع زوجته، حتى وإن كانت على بعد خطوات من أن تصبح سيدة أمريكا الأولى، وهو ما يعكس طبيعة زوج متعجرف مغرور غير متزن، أبعد ما يراه في زوجته – التي يأتي ترتيبها الزوجة الثالثة في حياته- أنها شكل جميل يتباهى به، أو كديكور رائع لا تكتمل صورته دونه، وهو ما ظهر جليا في مقارنته بين زوجته وزوجة أحد منافسيه ونشره لصورة ميلانيا زوجته الجميلة، مقارنة بزوجة منافسة التي يراها غير جميلة .. وبتصرفه هذا دليل واضح أنه ينظر لزوجته نظره دونيه، بل حيوانية بحته !! وتجلت فظاظة هذا الزوج، الذي أصبح رئيس لأقوى دولة في العالم في خطاب التنصيب، حيث أجبر زوجته ميلانيا على إلقاء كلمة رغم رفضها، فأشار لها أن تفعل وحينما رفضت للمرة الثانية ما كان منه سوى إظهار غضبه مديراً ظهره لها. ولم تجد ميلانيا - عارضة الأزياء السابقة – مفر من أن تمتص غضب زوجها الفظ بإلقاء كلمة غير مرتبة وسريعة، ولم ينتهي الموقف عند هذا الحد، أشار لها أن أن تجلس في أي مكان بالقاعة ليلقي كلمته، لكنها لم تلب طلبه هذه المرة "بل خرجت من القاعة". ويذكرني "سي السيد الأمريكي" في عجرفته هذه ببعض الرجال الشرقيين، الذين لابد وأن يظهروا السيطرة على زوجاتهم وإن كانت ملكة متوجه، معتبرا أن تقديره لها ينتقص من رجولته، ولذا لابد أن يظهر أمامها وأمام الناس الرجل الخشن الفظ الصعب، حتى لا تحدث المصيبة وتعتبره الزوجة المسكينة صديقها، وهو ما يعكس نقص ما عند ذلك الزوج أو تسلط واضح يعكس غرور و تكبر أو عقد نفسية تحتاج لكنسولتو أطباء لفكها عقدة عقدة. أما الزوج الذي لا مثيل له فهو بيل كلينتون، الذي لا يتواني في أن يُظهر طيشه وروعنته ومراهقته دائما وأبدا .. حقا أنه مصيبة .. ولا أعلم كيف تصبر عليه زوجته، لا يفوت مناسبة دون أن يظهر شخصيته البصباصة، وهو ما ظهر في حفل التنصيب، وعينه التي لم تفارق ابنة ترامب، وقد وقف خلف زوجته حتى لا تلاحظ زوغان عينيه،ولكنها رغم تقدمها عليه أحس قلبها بما يفعله ورمقته بنظرة ذات معنى، ولكنه من انسجامه في الحملقة لم يلاحظ نظرتها، ولعل هذا الرئيس الأسبق لأمريكا مغفل أو أهطل ... لا أعلم على وجه التحديد، فحتى لو كان بعيدا عن زوجته فمن الطبيعي جدا أن الكاميرات المسلطة عليه سوف تسجل عليه أي سقطه ...