زكى مصطفى
يامبدعين.. يا.. "الشيخ".. و"الشاروني".. وداعاً
بعد أيام قليلة من رحيل الكاتب الروائي الصديق "أحمد الشيخ" في الثامن من يناير الحالي.. لحق به يوم 19 من نفس الشهر فيلسوف القصة وشيخ الأدباء "يوسف الشاروني" الذي فارقنا وهو يخطو عامه الثالث والتسعين.
والذي لا يعرفه بعض أبناء الجيل الحالي من الكتاب والقراء أيضاً.. أن "الشيخ" "78 عاماً" والذي أثري المكتبة العربية بأكثر من 60 عملاً للكبار والأطفال. والفائز بجائزة الدولة التشجيعية في الآداب ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي.. بدأ حياته الأدبية من جريدتنا الغراء "المساء" عندما أتاح له الفرصة أستاذنا الكاتب الراحل "عبدالفتاح الجمل" مؤسس القسم الثقافي.. ومن بعده أستاذنا "محمد جبريل" شفاه الله.. ومن أشهر أعمال الشيخ. رواية "الناس في كفر عسكر" التي تحولت إلي مسلسل تليفزيوني بنفس الاسم. فاز عنه بجائزة ذهبية كأفضل مسلسل اجتماعي عربي.. كما اختيرت روايته "حكاية شوق" ضمن أفضل مائة رواية عربية صدرت في القرن الماضي. وسوف يقيم له نادي القصة حفلاً لتأبينه مساء الإثنين القادم "30 يناير" يشهده عدد كبير من أصدقائه ومحبيه وأسرته.
أما "يوسف الشاروني" فيلسوف القصة وشيخ الأدباء.. كما أطلق عليه في سنواته الأخيرة.. فقد تعرفت عليه عن قرب من شقيقه الأصغر.. الصديق الراحل.. الناقد.. الفنان.. النحات.. الدكتور "صبحي الشاروني" الذي زاملنا في "المساء" حتي وفاته.. مشرفاً ومقدماً وكاتباً لروايته الشهيرة "ألوان وتماثيل" التي كان ينتظرها كل من ينتمون للفنون التشكيلية.. وخلال صداقتنا وزمالتنا الطويلة كانت تدور بيننا حوارات دائمة حول أعمال شقيقه الراحل. وكذلك حول أعمال شقيقه الثالث كاتب الأطفال الشهير "يعقوب الشاروني" بارك الله في عمله.. وبعد رحيل زميلي العزيز استمررت في متابعة أخبار وأنشطة شقيقيه من خلال علاقاتي المتواضعة في عالم الثقافة والأدب. وبحكم عضويتي لاتحاد الكتاب. وكاتبنا الكبير محمد جبريل. الذي كانت تجمعة جلسة ثقافية يوم الجمعة "أسبوعياً" في منطقة المهندسين بالجيزة. مع عدد من الرموز الثقافية وعشاق الأدب وعلي رأسهم الشاروني والشاعرالفلسطيني "هارون هاشم رشيد".. وقد توقفت هذه الجلسات في الفترة الأخيرة لمرض جبريل وسفر هارون.. وأجمع كل من ترددوا علي هذه الجلسات بأن الشاروني علي الرغم من كبر سنه.. إلا أنه كان دائم الحضور في الحياة الثقافية.. مبدعاً وناقداً ومعلماً للأجيال الشابة.. وكان يعشق الحياة بقلب طفل. ولم تغادره الابتسامة ولم يفارقه التفاؤل.
بقي أن نتوجه إلي الله بالدعاء وأن نستريح قليلاً من تقديم التعازي. والتي بدأناها "بكثرة" مع حلول العام الجديد وفي أوائل أيامه التي فجعنا فيها بفراق عدد من الرموز المصرية الغالية الذين انتقلوا تباعاً إلي دار الحق واستراحوا من دنيا الباطل.. وهم الكاتب الكبير "محمد أبوالمعاطي أبوالنجا" والناقدة القديرة الدكتورة "نهاد صليحة" والناقدة الكبيرة "نبيلة إبراهيم" والإعلامية "نجوي أبوالنجا" والفنانة القديرة "كريمة مختار".. رحمهم الله جميعاً.. وأسكنهم فسيح جناته.