المساء
محمد جبريل
ع البحري .. الأمة العربية ليست كلاماً فارغاً!
لا أدري: كيف مارس عمرو موسي منصبه وزيراً لخارجية مصر وأميناً عاماً للجامعة العربية وفي يقينه ان الحديث عن الأمة العربية الواحدة "كلام فارغ" ـ والتعبير له ـ لتعدد فئاتها ما بين مسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة ودروز وعرب وأكراد وأمازيغ إلخ؟
إن تعدد القوميات والديانات سمة لمعظم أمم العالم. إن لم يكن جميعها والعروبة بالنسبة للغالبية من مواطني المنطقة ما بين خور فكان ونواكشوط ليست مجرد كلمة ولا شعار ولا نظرية ولا فكرة. إنها حياة كاملة تبدأ منذ إرهاصات المعني وظهوره ومحاولات تعميقه وتحويله إلي منهاج حياة.
ثمة إحساس بالماضي المشترك والمصير المشترك والوحدة والدفع بالجيوش لمناصرة قطر عربي يتهدده الخطر وثمة ملتقيات ومعارك وسجون ومعتقلات ذلك كله هو الخيوط التي نسجت منها كلمة العروبة.
إن تمايز العروبة بين الثقافة والعرق واللسان يفقد معناه إذا شكل ـ في مجموعة ـ ما نسميه العروبة أو القومية العربية.
القومية العربية حلم لا أستطيع نسيانه منذ عمقته في وجداني كتابات أنصار الفكر القومي: ساطع الحصري. محمد عزة دروزة. مكرم عبيد. ابراهيم عبدالقادر المازني. قسطنطين زريق. ميشيل عفلق. ياسين الحافظ. نجيب عازوري. نديم البيطار وغيرهم. ولعلي أواصل الحلم بأن تتحقق الوحدة العربية في المدي القريب أو البعيد ذلك ما يفرضه الحال ممثلاً في الدول العشائرية والقبلية والطائفية.
العالم يتجه إلينا كعرب. يخاطبنا ويستمع إلينا بهذه الصفة. يتعرف إلي إبداعات بالعربية. يشاهدها. يقرأها. يستمع إليها. لا تعزله إقليمية المواطن عن الوطن الفسيح. ما يتعرف إليه ينتسب إلي الإبداع العربي مطلقاً.
المثقف العربي يستحق الصفة عندما يقيم في القاهرة ومشاعره تتجه إلي حيث تجري الأحداث في دمشق أو بيروت والذي يمتد فيشمل خارطة الوطن العربي. هو مهموم بالموطن. القطر الذي يعيش فيه وهو مهموم كذلك بالوطن العربي الكبير الذي يشمل كل الأقطار.
لعلي أستطيع القول إن كل تحركات الدبلوماسية الغربية ـ يساندها إعلام يعرف مقصده ـ تستهدف تجزئة الأقطار العربية وتفتيتها.
تستهدف تقسيم لبنان إلي مناطق مسيحية وإسلامية سنية وإسلامية شيعية ودرزية وتقسيم سوريا إلي أربع مناطق للمسلمين السنة والعلويين والدروز والأكراد وتقسيم العراق بين الشيعة والسنة والأكراد والمخطط يتسع فيشمل كل الوطن العربي.
بالمناسبة. فلعلي أختلف مع الزميل فهمي هويدي الذي أدان كلمات عمرو موسي في رفضه تسمية الأقطار العربية. بل إني أتعمد هذه التسمية. تعبيراً عن الوطن العربي بتعدد أقطاره.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف