الأخبار
حمدى الكنيسى
كلام من لهب ! .. هل إسرائيل فوق الجميع؟!
يوما بعد يوم تتصرف اسرائيل بشعور أنها فوق الجميع »وأولهم العرب»‬ وهاهو ذا رئيس وزرائها »‬نتنياهو» يتحدث بمنتهي الاستخفاف عن فرنسا ويصفها بأنها »‬مخادعة» وأن »‬مؤتمر باريس للسلام» الذي تبناه رئيس فرنسا »‬أولاند» لا قيمة له مهما اشتركت فيه سبعون دولة، والمؤكد أن اسرائيل ستقاطعه!
وقبل ذلك بأيام قلائل وصفت اسرائيل ـ بلسان المسئول السياسي في سفارتها بلندن ـ وزير الخارجية البريطاني بأنه »‬أبله» (يعني عبيط).
قبل ذلك بأسابيع قليلة وصف نتنياهو الرئيس الأمريكي »‬أوباما» بأنه ـ لا مؤاخذه »‬نذل» و»‬متآمر».
وتضم الصفعات التي توجهها اسرائيل لمختلف دول العالم الكثير والكثير. ومن ذا الذي ينسي ما فعله رئيس وزرائها »‬نتنياهو» عندما أصدر مجلس الأمن ـ بالاجماع ـ قراراً بإدانة بناء المستوطنات علي أرض الضفة الغربية والقدس، لقد أعلن نتنياهو بمنتهي الغطرسة بالغ الاحتقار للقرار ومن أصدروه، قائلا إن اسرائيل لن تعبأ بذلك القرار، وبالبلدي »‬طظ فيكم وفي قراركم» ولمزيد من الاحتقان للجميع، استدعي نتنياهو سفراء جميع الدول التي تجرأت وصوتت في مجلس الأمن ضد سياسة الاستيطان الاستعماري وقام الرجل بالواجب الاسرائيلي حيث وجه للسفراء عبارات التوبيخ والازدراء، ثم اتهم الرئيس الأمريكي أوباما بأنه نذل ومتآمر لأنه لم يستخدم الفيتو إياه ضد القرار. وعندما تأهبت رئيسة وزراء بريطانيا للالتقاء به أثناء مؤتمر »‬دافوس» أشاح بوجهه وتجاهلها أما رئيس وزراء »‬أوكرانيا» فكانت عقوبته أقسي وأغلظ بسبب المشاركة في القرار المرفوض، إذ بينما كان الرجل يستعد لكي يشد الرحال إلي تل أبيب في زيارة متفق علي موعدها قيل له رسميا: »‬ارجع ياسيد لبلدك.. لقد ألغينا زيارتك».
من جهة أخري ولمزيد من الاحتقار لقرار المجتمع الدولي طلب من وزير دفاعه »‬ليبرمان» الذي لا يقل عنه عنجهية وعنصرية أن تعلق اسرائيل كل علاقاتها بالسلطة الفلسطينية لان الفلسطينيين فرحوا وهللوا عندما صدر القرار الأممي!
وقد يتصور البعض ان ردود أفعال اسرائيل إزاء قرارات الأمم المتحدة، والطريقة التي تتحدث بها، ترتبط بشخصية المغرور المتبجح »‬نتنياهو» الذي يركب حصان اليمين الاسرائيلي العنصري، إلا ان ذلك قد يكون جزءا محدودا من الحقيقة، وليست الحقيقة كلها، فالرجل يعلم علم اليقين ان الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لن يتخلي عن العزيزة اسرائيل، وسيجعل ذلك القرار مجرد حبر علي ورق أو ربما يكون ورق تواليت لا مؤاخذة كما أن الطرف المقابل لاسرائيل وهي الامة العربية، فهي حالها حال، فالعرب غارقون في خلافاتهم، مترنحون في أزماتهم، عاجزون عن رؤية ما يحيق بهم من مخططات ومؤامرات وسوء مصير، وقد بلغ تخبطهم أن وجهة عدائهم لم تعد اسرائيل حيث تركزت علي بعض فصائلهم لتشتعل الفتن الطائفية بين السنة والشيعة والاكراد، ويسقط كل يوم المئات بل الآلاف منهم قتلي وصرعي بأيديهم هم.. وطالما ظل حال العرب كذلك، وطالما تغاضي المجتمع الدولي عما ترتكبه اسرائيل من جرائم وما تنفذه من مخططات، فإنها ستظل تتعامل مع الجميع وكأنها فوقهم.. ولا يملك أحد مجرد مساءلتها.. ولو حتي بكلمة عتاب هزيلة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف