الأخبار
عبد القادر شهيب
شيء من الأمل .. ديمقراطيون زائفون!
أنتم كاذبون وزائفون ولا تفعلون ما تقولون!
هكذا خاطب الرئيس الأمريكي الجديد ترامب السياسيين في أمريكا قبل أن يتم انتخابه وخلال حملته الانتخابية، وايضا خلال حفل تنصيبه عندم قال للامريكيين انه بتوليه منصب رئيس امريكا فقد حانت لحظة تسليم السلطة إلي الشعب الامريكي!
ولم تمض سوي بضع ساعات حتي انبري واحد من هؤلاء السياسيين الامريكيين ليؤكد - عمليا - كل الاتهامات التي وجهها ترامب لهم.. ففي الوقت الذي رحب فيه الرئيس السابق أوباما بنقل السلطة إلي الرئيس الجديد ترامب وكان ودودا معه ومع زوجته خلال استقباله في مقر الكونجرس لحلف اليمين، خرج الرجل الثاني في إدارة أوباما برفقة كلبه وهو وزير الخارجية كيري ليشارك في المظاهرات التي اندلعت في واشنطن وعدد من المدن الامريكية احتجاجا علي تولي ترامب رئاسة امريكا ورافضة لوجوده علي رأس الادارة الامريكية وبالطبع من حق أي أمريكي ألا يقبل برئاسة ترامب لامريكا وان يخرج محتجا علي ذلك، لكن أن يكون بين هؤلاء المحتجين السيد كيري وزير الخارجية السابق شخصيا فهو أمر يؤكد فعلا صحة اتهامات ترامب لهؤلاء السياسيين الامريكيين بالكذب والزيف.
فان كيري شخصيا مع آخرين في الادارة الامريكية السابقة سبق له أن لامنا نحن المصريين لاننا خرجنا بالملايين في ٣٠ يونيو لنطالب بسقوط »حكم المرشد»‬ الفاشي والمستبد ولم يقبل أن نطيح بحكم الاخواني محمد مرسي في ٣ يوليو بدعوي أنه جاء بالصندوق، أي من خلال الانتخابات ، وظل طوال الوقت يدعونا إلي وقف ملاحقة الاخوان الذين انخرطوا في العنف و إعادة إدماجهم في العملية السياسية.. وعندما جاء له رئيس لبلاده يرفضه ولا يقبل به، لم يحترم ذلك الصندوق وخرج إلي الشارع برفقة كلبه ليشارك في الاحتجاجات الامريكية الرافضة لهذا الرئيس المنتخب، وقبل أن يبدأ ممارسة حكمه!
وهكذا تصرف السيد كيري عكس تماما ما كان يطالبنا به.. طالبنا باحترام الصندوق الانتخابي في بلادنا، رغم ما شاب هذا الصندوق من تلاعب وتزوير مازال رهن التحقيق حتي الآن، ورفض أن يحترم الصندوق الانتخابي في بلاده رغم ان الادارة السابقة التي كان الشخص الثاني فيها قبلت بنتائج هذا الصندوق.. وطالبنا كيري منذ سنوات بالابقاء علي الرئيس الاخواني حتي يكمل فترته الرئاسية، رغم ما ارتكبه هذا الرئيس من جرائم في حق الشعب المصري هو وجماعته، بينما رفض وزير الخارجية الامريكي السابق ان يمنح الرئيس الامريكي الجديد فرصة ليجربه الامريكيون أو ليجربوا ممارسته في الحكم!
إذن.. لم يتجاوز الرئيس الامريكي الجديد الحقيقة عندما وصف هؤلاء السياسيين الامريكيين بأنهم كاذبون وزائفون ولا يفعلون ما يقولون.. فان السيد كيري عندما طالبنا باحترام الصندوق ولامنا مع مسئولين آخرين لاننا تخلصنا من حكم فاشي ومستبد، لم يكن يدافع عن الديمقراطية كما قال هو وغيره من السياسيين الامريكيين، وإنما كان في حقيقة الامر يدافع عن حكم أسهم هو والادارة الامريكية السابقة التي كان ينتمي إليها في فرضه قسرا علينا بوسائل عديدة وشتي .. فإن كيري شخصيا وهو سيناتور وقبل ان يتولي مسئولية وزارة الخارجية كان من أبلغ موافقة واشنطن علي أن تشارك جماعة الاخوان بمرشح في الانتخابات الرئاسية المصرية.. وكانت السفيرة الامريكية بالقاهرة ان باترسون طوال الحملة الانتخابية داعمة ومساندة للمرشح الاخواني محمد مرسي وبشكل علني.. بينما كانت المجموعات والحركات المصرية التي تراعاها واشنطن تساند ايضا المرشح الاخواني.
أي أن كيري ورفاقه عندما دافع عن مرسي لم يكن يدافع عن الديمقراطية أو الصندوق الانتخابي ، إنما كان يدافع عن حكم سعي الامريكيون إلي فرضه علينا نحن المصريين لانه يحقق مصالحهم التي رأوها في أن تكون مصر ضعيفة مهيضة الجناح ممسوخة الهوية الوطنية وغير قادرة علي حماية ارادتها ولا ارضها .. فعلا لقد صدق ترامب عندما وصف هؤلاء بالكذب والزيف.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف