مصطفى هدهود
القدوة ليست في البلطجة..!!
يرتبط الإنسان بالقدوة التي يشاهدها علي التليفزيون في المسلسلات والأفلام والبرامج المختلفة والقدوة التي يراها في الملعب سواء أكان لاعبًا أو حكمًا أو مدربًا أو مدير ناد والمدرس والأستاذ الجامعي ويتأثر المواطن منذ ولادته بالشخصيات التي يتعامل معها شاملاً الأب والأم والجد والجدة والأخ والأخت والمدرس والصديق والأقارب والرئيس المباشر له في العمل والشخصيات العامة التي يتابعها إعلامياً.
وبمقارنة ما يحدث الآن بما كان يحدث خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي نجد العديد من التأثيرات السلبية الحالية والتي تعتبر سبباً رئيسياً لما يحدث من تصرفات سلبية للمواطنين في كل مكان.
ولذلك نري أهمية مراجعة الوزارات المختصة لما يتم عرضه من أفلام ومسلسلات علي التليفزيون وفي السينما. لا داعي لأفلام الأكشن والفتوات والبلطجية وكنت في أشد الأسي وأنا أشاهد مسلسل "الأسطورة" بالتليفزيون بطولة الممثل محمد رمضان الذي يعتبر القدوة لكثير من الشباب. فهل من المعقول أن يقوم بكل أعمال البلطجة والعنف طوال مجريات الأحداث واستخدام أساليب القتل والأسلحة المختلفة والعصابات والسرقة والتهريب وعدم الاكتراث بمشاعر الآخرين. نعم انتهي المسلسل بإعدامه ولكن لا يمكن البث للمشاهد المصري بكل هذه المناظر وإقناعه بأن العنف والبلطجة هم شيء عادي خاصة من ممثل محبوب لدي المشاهد خاصة الشباب.
بالنظر للأفلام القديمة نجد وجود أعمال عنف ولكن يقابلها في نفس المشهد أعمال الرحمة والإقناع والرضا وبحيث يجعل المشاهد كارها للممثل المسئول عن العنف والبلطجة ولا يتعاطف معه.
وبالنظر لقطاع الرياضة نجد انخفاض الأخلاق للعديد من اللاعبين وعدم الانتماء للنادي مع المعارضة المستمرة للحكام وكذا أسلوب بعض المسئولين في النوادي الرياضية وطريقة تعاملهم مع اتحاد الكرة وتعميق مبادئ العنف والبلطجة.
وللأسف ما حدث في جريمة السرقة والتجارة في الأعضاء البشرية للإنسان المصري وما حدث خلال الشهر الماضي واشتراك عشرات الأطباء والأساتذة بالجامعات في هذه الجريمة البشعة جرياً وراء المال ودون النظر لشرف المهنة.
فكيف يتعلم الطالب بكلية الطب مع أستاذ جامعي يقوم بتنفيذ أعمال منافية لمبادئ الإنسانية والشرف وبالنظر لما حدث من بعض القضاة مثل قاضي المتاجرة في الحشيش والقضاة الذين يحصلون علي رشاوي لتغيير الحكم الصادر في قضية محددة دون النظر للقسم الذي أقسم عليه عند مزاولة المهنة.
والمستشار الذي كان متهماً بالمشاركة في عمليات رشوة بمجلس الدولة ووكيل الوزارة بالاسكان الذي ينسي شرف مهنة الهندسة ويجري وراء الرشوة لمخالفة ضميره والمدرس الذي يترك المدرسة ولا يقوم بمهام التربية والتعليم ويجري وراء الدروس الخصوصية دون النظر بأنه القدوة للطالب الموجود بمدرسته.
يا مصريين يا مسئولين يا مشايخ المواطن المصري في خطر وواقع تحت التأثير السلبي لكثير من الأعمال السلبية التي يقوم بها كثيراً من الأفراد المفروض انهم قدوة ومثل أعلي لنا جميعاً.
لذلك لا مناص لتربية وتطوير شباب الشعب المصري إلا من خلال نشر مبادئ الاهتمام بشرف المهنة التي يقوم بها كل شخص داخل مصر.
وعلي النقيض من ذلك يري المواطن المصري حالياً وماضياً أمثلة رائعة ومتميزة من المصريين وعلي رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يجب أن نعتبره مثالاً للشخصية الوطنية الزاهدة للدنيا والمنتمية للوطن والتي تعمل ليلاً ونهاراً علي تطوير المواطن المصري ورأب الصدع مع كل الأشقاء العرب وإعادة وازدهار العلاقات مع كل الدول الأجنبية لصالح الوطن والشعب المصري وتبرعه بنصف ثروته للدولة المصرية ومبادرات مشروعات "تحيا مصر" ومبادرته الأخري بشأن التبرع لبناء مسجد وكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ولا ننسي مبادرة اللاعب الرائع الموهوب المتميز محمد صلاح الذي استطاع أن يجذب الشعب الإيطالي والمصري ويزداد حبهم له نظراً لتدينه وحبه للملعب والبعد عن صخب الشهرة الإعلامية والحفاظ علي صحته والبعد عن الرذائل والموبقات والسهر في الملاهي وتبرعه الأخير للشعب المصري بمبلغ خمسة ملايين جنيها مصريا ولا ننسي الدور العلمي الذي قام به المرحوم الدكتور أحمد زويل وإصراره لمدة خمسة سنوات علي بناء صرح علمي بحثي متطور داخل مصر كوسيلة لتطوير التعليم والبحث العلمي وتربية أجيال جديدة من الشباب المصري العلمي.
وأري انه يوجد العديد من الشخصيات المصرية التي نعتبرها جميعا قدوة ومثلاً أعلي لنا جميعاً مثل الشيخ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور مجدي يعقوب والدكتور محمد غنيم والحاج محمود العربي أحد مؤسسي الصناعة المصرية الحديثة والخطيب لاعب الكرة المصرية وخلافهم.