لا أدري من اختار عنوان هذا العمود العبقري "قرآن وسنة" أهو الدكتور محمد سعد جلال أول من كتب هذا العمود في جريدة الجمهورية أم انه أحد كبار صحفيي الجريدة؟ ذلك لإن اختيار العنوان يمثل المشكلة الأكبر للكاتب بل للكتاب وللتحقيق الصحفي والحوار وكثيراً ما يتخصص في ذلك صحفيون موهبون تصقلهم المهنة حتي يصبحوا متفردين في ذلك بل نعرف بعض الزملاء ممن كان اختيارهم لعنوان خبر أو موضوع سر ارتقائهم لمكانة مرموقة في هذا المجال بل في جريدة الجمهورية نفسها بل يذكر تاريخ السينما ان بعض منتجي الافلام كانوا يلجأون لكتاب صحفيين لمجرد وضع عنوان للفيلم مثل الصحفي والاديب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس.
وكثيراً ما اشترك أكثر من صحفي في اختيار عنوان خاصة العنوان الثابت لمقال ما - زمن التأنق والإهتمام - وكان الاشتراك في مثل هذه الأمور يتم تعديل ما اقترحه الكاتب او بتغبير العنوان تماماً من خلال اخذ ورد قد يطول حتي يستقر العنوان.
أريد ان أقول إن عنوان قرآن وسنة جاء عبقرياً لما يمنحه لكاتبه من سعة في تناول الموضوعات كما يمثل إشارة علي زصل الحضارة التي قامت علي هذا الدين الذي ينطلق بجناحين هما القرآن والسنة وعليهما قامت امبراطورية وحضارة مترامية الأطراف يجد فيها الناس علي اختلاف اجناسهم والوانهم واعرافهم وحضاراتهم ما ينفعهم وما يدهشهم وما يقدمونه في مختلف أوجه الحياة من فكر وفن وعلم.
بل كان هذان الجناحان مناط التجديد كلما بعث الله علي رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها كما اخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يعود هذا المجدد الي هذين النصين يري فيهما الجديد ويزيل كل ما تجاوزه الزمن من فكر ورأي. ويقدم للناس ما يعينهم علي مستجدات حياتهم كما يعيدهم الي جوهر ونقاء الدين وروحه الوثابة كما ان القرآن والسنة هما ضابطا الصواب في الرأي والاجتهاد كل اجتهاد يقول تعالي: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً". سورة النساء "59". وقوله صلي الله عليه وسلم: "إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا ابداً كتاب الله. وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم". رواه الحاكم في المستدرك.
كما ان تنكير كلمتي قرآن وسنة تفيد فيما تفيد العموم والشمول اي انه يتضمن حديثاً عن القرآن والسنة كما افرزهما هذان الهاديان بل عن كل شيء ولكن من خلالهما فضلاً عن العلوم التي دارت حولهما.