الوقوع في الخطأ لا يأتي فجأة أو مصادفة وأنما يسبقه تكاسل وتخاذل واهمال وطمع وعدم احترام للقواعد والنظم السائدة في المجتمع ومن هنا ينتشر الفساد الذي لايتوقف علي فئة معينة أو وقت محدد بذاته و تمتد أثاره السلبية لتشمل الكافة وان كانت أثاره الضارة علي الفقراء والمهمشين أكثر من غيرهم الي ان يتم السيطرة عليه وتجنب اضراره القادمة.
من المؤسف ان المصريين يتقبلون الفساد بكل اشكاله في تعاملاتهم اليومية وأصبح لديهم القدرة علي التعايش معه ومعظمهم يرسخ له بالسعي بكل الطرق والوسائل الي الوساطة والمحسوبية قبل ان يتجه لإنهاء اي مصلحة شخصية كانت أو عامة وإذا لم يجد ضالته يقوم بالبحث عن الشخص الفاسد المرتشي في الجهة التي يقصدها خاصة الحكومية من أجل تسهيل إنهاء إجراءاته حتي ولو كانت مستندات طلباته كاملة 100% وأصبح المواطن يتوقع الفساد في كل تعاملاته حتي بات ظاهرة طبيعية مألوفة وبالتالي انتشر في كافة الأجهزة إلي الحد الذي نستطيع أن نقول فيه إن ثقافة الفساد متغلغلة في كافة نواحي الحياة وساعد علي ذلك الغياب التام للرقابة علي الموظف ورؤسائه في العمل اللهم الا الضمير الغائب في أجازة مفتوحة لحين انقضاء أجله.
وعلي المقابل تعكس صفحات الجرائد يوميا حالة المستنقع الذي نعيش فيه بسبب انعدام الضمير الانساني والشرف وعدم الرغبة الذاتية في احترام القواعد والقوانين وتغليب المصالح الشخصية علي الصالح العام لدي شرائح كثيرة في المجتمع استحلت الحرام وغاصت فيه بحجج مختلفة وساعدهم علي ذلك البيروقراطية وتعقيد الإجراءات .