الوفد
عباس الطرابيلى
إنفلونزا الطيور.. في الشرقية!
خبر صغير نشرته الصحف عن ظهور إنفلونزا الطيور.. فى محافظة الشرقية.. وكم أتمنى ألا يكون هذا الخبر صحيحًا.. وأتمنى أكثر ألا يستغله الأعداء لتضخيمه وإشاعة الخوف بين أصحاب مزارع الدواجن. حتى لا ترتفع أسعارها.. وبالتالي ترتفع أسعار باقي اللحوم: حمراء،وبيضاء.. وأسماك.
وأتذكر هنا ما حدث منذ سنوات عندما شاع بين الناس انتشار هذه الإنفلونزا.. وتكونت فرق عديدة لمطاردة مزارع الدواجن، بل وأي فلاحة تربى جوزين فراخ.. أو جوز بط.. وامتدت هذه المأساة إلى الطيور المهاجرة التي تهاجر من شمال أوروبا فى بدايات الشتاء، لتنعم بالدفء فى بلادنا، وهى أنواع عديدة، سمان. وبلبول. وشرشير. وخضيري. وحمراي. وزرقاي. وغر. وجمري.. وغيرها.. وأثر ذلك على أسعار اللحوم الأخرى.. كلها.
<< والخطورة الآن أن أسعار اللحوم أصبحت فى السماء.. بلدية،أو مستوردة.. طازجة أو مجمدة.. وكذلك أسعار الأسماك، التى يمكن أن تعوض اللحوم الحمراء.. فإذا ظهرت الإنفلونزا الآن فى مصر.. لكم أن تتخيلوا أسعار هذه اللحوم.. وأيضا أسعار الدواجن المجمدة التى يمكن أن نلجأ إلى استيرادها من فرنسا والبرازيل وكندا. وربما من إسرائيل.. ثم تأثيرات هذا الاستيراد على أسعار الدولار نفسه.. تخيلوا؟! ومعنى كل ذلك زيادة معاناة المصريين، ليس فقط من عشاق اللحوم.. أو أحباء الدواجن. فماذا يأكلون بعد ذلك، بعد أن التهبت أسعار الفول والعدس ومكونات طبق الكشرى.. وهذا أكله يمثل أعباء إضافية على الدولة وما تتحمله من دعم لكل شيء.. بينما كل المصريين يشكون من الغلاء الذى فاق تحمل أي إنسان.
<< وقد يؤدي ظهور هذا الوباء - وانتشاره - فى أنحاء أخرى غير محافظة الشرقية إلى أعباء إضافية وطلب أكثر على الدولار لاستيراد الأمصال والأدوية التي يجب توفيرها لإنقاذ ما نملكه من ثروة داجنة، ومزارع للدجاج تحسب قيمتها بعشرات المليارات.. ثم تبعات ذلك على البيض وأسعار البيض.. والبيض ضرورة لساندويتشات التلاميذ وأيضا للعواجيز والمسنين.. أى هى كارثة قومية رهيبة نرجو من الله ألا تصيبنا.. وسط هذا الغلاء الذى يكوي أجساد كل المصريين قبل أن يفرغ جيوبهم!!
<< هنا أسأل: ماذا تم من يوم نشر هذا الخبر.. وهل قامت وزارة الزراعة بدورها الوقائي كما يجب - بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة المالية - بإرسال فرق للفحص والكشف على عينات عشوائية بمختلف مزارع الدجاج تحسبا.. وقبل أن ينتشر هذا الوباء بصورة وبائية فيها.. خصوصًا مع ما أذاعته منظمة الصحة العالمية من ظهور فيروس جديد أو سلالة جديدة من هذه الإنفلونزا.. وأن خطورة هذه السلاسة الجديدة تكمن فى زيادة معدلات النفوق بين الدجاج تصل إلى 100٪.. وهذه هى الكارثة الحقيقية.
نقول ذلك قبل أن يستفحل الخطر.. خصوصًا وأن صناعة هذه الدواجن يعمل فيها عشرات الألوف فى كل أنحاء مصر.. ويستثمر فيها المصريون عشرات المليارات من الجنيهات.. هل من إجابة من المسئولين حتى يطمئن الناس؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف