لست متفائلًا بمواصلة المنتخب الوطني الكروي مشواره حتى الأدوار النهائية لبطولة الأمم الأفريقية الحالية بالجابون وقبل لقاء غانا المصيري غدا للحصول على تأشيرة التأهل.
غياب التفاؤل ليس فقط بسبب الأداء العقيم أمام مالي وأوغندا والفوز بهدف للمنقذ عبد الله السعيد في لقاء أوغندا الذي جاء قبل نهاية المباراة بدقيقتين فقط بل لما يحدث داخل الفريق والضجة التي أثيرت مبكرًا بسبب حراسة المرمى وادعاء شريف إكرامي للإصابة رغم أنه متعافٍ.
هذه التوابع بدون شك سوف تلقي بظلالها على الفريق وتماسكه خاصة أن رتم سرعتها انتشر في الساعات الأخيرة وفي أعقاب الفوز على أوغندا بصعوبة ،وتصريحات أحمد ناجي مدرب حراس مرمى المنتخب بأن شريف إكرامي لم يكن مصابا وادعى الإصابة بعد تأكده أنه لن يكون الحارس الأساسي في لقاء مالي في افتتاح مباريات مصر في البطولة الأفريقية.
و«ناجي» اخطأ كثيرا لأنه كان من المفترض بحكم حنكته وخبرته إزالة كل هذه الرواسب وقطع الفتنة قبل أن تخرج رائحتها مثلما فعل مدربون سابقون لحراس مرمى المنتخب ولم نسمع عن مشاكل أو أزمات .
تصريحات ناجى جعلت شريف اكرامي يسرع الخطى بتقديم شكوى ضد ناجي لمدير المنتخب ايهاب لهيطة وهو ما سوف يشتت انتباه الجميع بهذه الازمة ولن تنحصر في ناجي واكرامي فقط.
ولو كنت مكان ناجي فور تأكده من ادعاء إكرامي للإصابة لطلبت اجتماعًا سريعًا مع الارجنتينى هيكتور كوبر للوقوف على الموقف كاملا بعد معرفة الحقيقة وطالبت برحيل إكرامي من المعسكر لسببين قطع دابر الفتنة مبكرا وليكون الموقف درسا للآخرين وإعلاء للمُثل والقدوة ،وهذا ليس له علاقة بتأثير رحيل إكرامي من غانا على موقف مصر في مشوار البطولة لأن وجود إكرامي وحراسته لمرمى المنتخب لن تضيف شيئًا بعد أن فقد الحارس الثقة وانعكاس التداعيات الأخيرة عليه رغم أن حراسته للمرمى وقتها ستكون ضد المبادئ امام حارس يدعي الإصابة ويرفض أن يكون بديلا في ميدان المعركة، وافضل الخروج من الدور الاول عن ضياع القيم والمبادئ.
ويزيد من الأزمة مواجهة الغد المصيرية فاللقاء للغانيين حياة أو موت مثلما هو للفراعنة لأن المنافس سوف يسعى للفوز لصدارة المجموعة والابتعاد عن أول المجموعة الثانية وثانيا الثأر من منتخبنا بعد الفوز بهدفين نظيفين ببرج العرب في نوفمبر الماضي بتصفيات المونديال والفريق الغانى يملك قدرة على فرض أسلوب لعبه على الآخرين في حال فوزه أو خسارته هجوما ودفاعا.
أي تداعيات لأزمة ناجي- إكرامي ستكون مسئولية الجميع بدءًا من رئيس البعثة مرورا بمدير المنتخب والجهاز الفني بقيادة كوبر.
بقي أن موافقة الاتحاد الافريقي «الكاف» على إقامة البطولة الافريقية بالجابون رغم مساوئ الملاعب نوع من الفساد الكروي المقنن رغم شعارات الفضيلة للكاف، ونشر اللعبة في كل افريقيا لكن للأسف تأثر المستوى الفني بسبب أرضية الملاعب و خوف اللاعبين من الإصابة.